السلطات السورية تكتشف مقبرة جماعية جديدة في درعا

عثرت السلطات السورية، اليوم السبت، على مقبرة جماعية بالقرب من قرية المسمية في منطقة اللجاة شمال شرقي محافظة درعا، وذلك في إطار جهود مكثفة من الفرق المختصة للبحث عن رفات إضافية، وأعلنت المصادر الرسمية أن فرق الحماية المدنية انتشلت حتى الآن أربع جثث من الموقع الذي تم الكشف عنه حديثًا، مشيرة إلى أن عمليات الاستكشاف لا تزال مستمرة لتحديد العدد الإجمالي للرفات، وتشير التقديرات الأولية إلى احتمال وجود مزيد من الجثث في المقبرة الجماعية، مما يستدعي مواصلة أعمال البحث والتنقيب، ويأتي هذا الكشف في سياق الأوضاع الأمنية المتقلبة في محافظة درعا، التي شهدت خلال السنوات الماضية العديد من الأحداث والاشتباكات، مما جعل من مثل هذه الاكتشافات تدعو للقلق حيال سجل الانتهاكات والتجاوزات الإنسانية في المنطقة.

السلطات السورية تكتشف مقبرة جماعية جديدة في درعا
السلطات السورية تكتشف مقبرة جماعية جديدة في درعا

العثور على مقابر جماعية بمنطقة المسمية شمالي درعا تضم عدد من الجثث لمدنيين تم اعتقالهم على حاجز منكت الحطب.

— Qasem (@Qasemqt).

مصير المفقودين

وتأتي هذه التطورات في إطار الجهود المبذولة للكشف عن مصير المفقودين خلال فترة النظام السابق، وسط مطالبات من الأهالي بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم إلى العدالة، وبحسب توثيقات “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بلغ عدد المقابر الجماعية المكتشفة منذ سقوط نظام بشار الأسد 34 مقبرة جماعية، عُثر فيها على رفات 2776 ضحية.

وفي سياق منفصل، أعلنت السلطات السورية، السبت، إغلاق معبر كسب الحدودي مع تركيا بشكل مؤقت، بسبب الحرائق الضخمة التي اندلعت في جبال الساحل واقتربت من المنطقة الحدودية،.

صعوبات كبيرة في إخماد النيران نتيجة الرياح الشديدة

وقال مازن علوش، مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، عبر صفحته على منصة “إكس”: “نُحيط أهلنا المسافرين علماً بإغلاق معبر كسب من الجانب التركي مؤقتاً، نتيجة الحرائق المندلعة في جبال الساحل واقترابها من الحدود”، وتكافح فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري الحرائق المنتشرة على ثلاثة محاور رئيسية في ريف اللاذقية الشمالي: برج زاهية، غابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب كسب، والتي تُعد من أصعب المناطق بسبب كثافة الغطاء النباتي، ووعورة التضاريس، ووجود ألغام ومخلفات الحرب، وأشار الدفاع المدني في منشور على “فيسبوك” إلى “صعوبات كبيرة في إخماد النيران نتيجة الرياح الشديدة، التي ساهمت في تجدد اشتعال الحرائق وانتقالها لمسافات بعيدة تتجاوز خطوط الحماية، إضافة إلى تضاريس المنطقة المعقدة”، وأضاف البيان أن الرياح الشديدة، يوم الجمعة، أدت إلى توسع النيران مجددًا رغم جهود الإخماد، لا سيما في محور نبع المر الذي يُعد من أكثر المحاور تعقيدًا.

يشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقًا من الدفاع المدني

وتنتشر فرق الإطفاء السورية، بمساعدة فرق من تركيا والأردن، على عشرات النقاط الممتدة من قسطل معاف وحتى مدينة كسب، حيث تقوم بإنشاء خطوط نارية عازلة باستخدام معدات هندسية ثقيلة، إلى جانب تنفيذ عمليات تبريد ومراقبة للنقاط التي تمّت السيطرة عليها، ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقًا من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، مدعومين بـ 300 ليّة إطفاء وعشرات وحدات الدعم اللوجيستي، إضافة إلى معدات هندسية ثقيلة لتقسيم الغابات وفتح المسارات أمام الفرق، وفي الجانب الجوي، تُشارك 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان ضمن تنسيق إقليمي مشترك لمواجهة الكارثة البيئية والسيطرة على امتداد الحرائق.