يوسف الزق: وُلد خلف القضبان وودع الحياة تحت الركام القصة الكاملة

في قصة تعكس مأساة وطن، وُلد يوسف الزق عام 2008 داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث جاءت ولادته بين قضبان الزنزانة وسط ظروف قاسية ومعاناة لا توصف.

يوسف الزق: وُلد خلف القضبان وودع الحياة تحت الركام القصة الكاملة
يوسف الزق: وُلد خلف القضبان وودع الحياة تحت الركام القصة الكاملة

كان يوسف ابنًا لفلسطين الأسيرة، فقد رضع من ثدي الحرية المسلوبة، وعاش أيامه الأولى مكبلاً بقيود الأسر والقهر، شاهداً على ظروف غير إنسانية في المعتقلات.

من رحم الزنزانة إلى لحد العدوان.. يوسف الزق في سطور من دم

والدته، الأسيرة المحررة فاطمة الزق، خاضت معركة الولادة داخل زنزانة الاحتلال، بعد أن اعتقلتها قوات الاحتلال أثناء مغادرتها قطاع غزة للعلاج، فكانت فاطمة حاملاً حينها، ولم يكن يعلم أحد أن طفلاً سيولد خلف القضبان، ليبدأ حياته بين الجدران الباردة وأسلاك الشائكة.

قضى يوسف عامين من عمره رضيعًا في سجون الاحتلال، قبل أن يتحرر مع والدته ضمن صفقة تبادل للأسرى، لكن الخروج من السجن لم يكن نهاية المعاناة، فقد ظل يوسف وأسرته يعيشون في ظل حصار خانق في غزة، حيث تواصل قوات الاحتلال قصفها العنيف للقطاع المحاصر.

ضحية لسياسة الاحتلال

وفي فجر يوم السبت، استهدف قصف إسرائيلي شقة عائلة الزق في شارع الثورة وسط غزة، مما أدى إلى استشهاد يوسف الزق، الطفل الذي لم يحمل في يده سوى براءة الطفولة، ولم تكن له أي صلة مباشرة بساحة القتال، بل كان ضحية لسياسة الاحتلال التي لا تميز بين طفل أو بالغ.

لحظة وداع والدته لابنها الشهيد كانت مشهداً مؤلماً، حيث ظهرت فاطمة الزق وهي تحتضن ابنها بين الدموع والوجع، قائلة: “الله يسهل عليك يا يوسف”، وهي تتذكر حلمها بأن يكبر ويلعب ويعيش حياة طبيعية كأي طفل، لكنه فارق الحياة صغيرًا بين الركام والدمار

تجسد قصة يوسف الزق مأساة الشعب الفلسطيني بكل أبعادها، حيث وُلد في سجن الاحتلال، وعاش محاصرًا، ورحل شهيدًا بلا ذنب سوى أنه كان فلسطينيًا، قصته تبرز بشدة حجم المعاناة التي يعيشها الأطفال في الأراضي المحتلة، وتكشف الوجه القاسي للاحتلال الذي يستهدف المدنيين بلا هوادة.

يوسف كان رمزًا حيًا لمعاناة غزة، طفلٌ لم تنل منه ظروف الولادة في السجن فقط، بل قضى حياته القصيرة في ظل حصار دائم، ليصبح آخر ضحايا الصراع المستمر بين الاحتلال والشعب الفلسطيني.