لا استقرار مع غياب السيادة .. 4 دول عربية تفتقر للجيوش لحفظ النظام

دول عربية بلا جيوش، على الرغم من أن بعض الدول العربية تمتلك جيوشًا نظامية، إلا أن هذه القوات تبدو موجودة على الورق فقط، فواقع الأمور يكشف عن غياب فعلي أو شبه كلي لدور هذه الجيوش في الحفاظ على السيادة الوطنية أو فرض الاستقرار الداخلي، ويرجع ذلك إلى تحولات سياسية وأمنية عصفت ببنيتها وقدراتها منذ مطلع الألفية الأولى وحتى الآن.

لا استقرار مع غياب السيادة .. 4 دول عربية تفتقر للجيوش لحفظ النظام
لا استقرار مع غياب السيادة .. 4 دول عربية تفتقر للجيوش لحفظ النظام

تتعدد أسباب انهيار جيوش بعض الدول العربية، فهناك الاحتلال والغزو العسكري، بالإضافة إلى الانقسامات الداخلية المتعلقة بالطائفية أو التوجهات السياسية، مما يشكل تحديًا كبيرًا وصعبًا لاستعادة قوة هذه الجيوش.

العراق.. جيش جديد على أنقاض القديم

يُعد العراق من أبرز النماذج، فقد شهد في عام 2003 غزوًا أمريكيًا أدى إلى إسقاط نظام صدام حسين، وأعقب ذلك إصدار الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر، في 23 مايو من العام نفسه، قرارًا بحل الجيش العراقي ووزارة الدفاع، مما ترك البلاد دون قوة عسكرية منظمة، ومنذ ذلك الحين يحاول العراق إعادة بناء مؤسساته الأمنية، ويشهد الجيش العراقي اليوم جهودًا حثيثة لاستعادة فعاليته بقيادة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني.

سوريا.. من جيش منهك إلى تشكيلات بديلة

الوضع في سوريا ليس أقل تعقيدًا من العراق، فقد أثرت الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011 على الجيش السوري، الذي وجد نفسه في مواجهة معقدة على جبهات متعددة.

ومع تفاقم الصراع، تعرضت بنية الجيش لتفكك واسع، خصوصًا مع استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمواقع عسكرية سورية بهدف استغلال ظروف سقوط نظام بشار الأسد، ليعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه تم تدمير الجيش السوري بالكامل.

وتزامنًا مع ذلك، ظهرت تشكيلات عسكرية بديلة ذات طابع فصائلي، من بينها ما يعرف بـ”الجيش السوري الجديد” بقيادة حكومة أحمد الشرع، والذي يضم مقاتلين من جنسيات وانتماءات مختلفة، ما يطرح علامات استفهام حول هويته الوطنية.

ليبيا.. تعددية السلاح وغياب السيطرة

تمثل ليبيا نموذجًا آخر لانهيار المؤسسة العسكرية، حينما تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 2011، وقصفه لمواقع عسكرية استراتيجية.

وبعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وقتله في أكتوبر من العام نفسه، لم تنجح أي حكومة في بسط سيطرة حقيقية على كامل الأراضي الليبية، إذ تنتشر الميليشيات المسلحة التي يُقدر عددها بنحو 300 جماعة، تسيطر على مناطق واسعة لا سيما في غرب البلاد، لكن المشير خليفة حفتر يسعى دائمًا لاستعادة الأمور وفرض السيطرة وتقوية الجيش الوطني.

لبنان.. من الانهيار إلى السعي نحو حصرية السلاح للجيش

منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005 واندلاع حرب لبنان في 2006 بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، تعرض الجيش اللبناني للتفكيك ما ساهم في إضعافه لسنوات طويلة، حتى تم انتخاب الرئيس اللبناني العماد جوزيف، الذي هو وزير سابق للدفاع في يناير 2025، وبدأ أولى خطاباته بضرورة احتكار السلاح للدولة بهدف تقوية الجيش واستعادة سيادة البلاد والقضاء على ظاهرة السلاح خارج إطار الدولة.

تحدي مصيري لجيوش هذه الدول

تُظهر هذه الحالات أن الجيوش في بعض الدول العربية، تحوّلت من أدوات للسيادة والدفاع إلى كيانات شبه رمزية، لا تمتلك القرار العسكري ولا السيطرة على الأرض، بفعل التدخلات الأجنبية والانقسامات الداخلية والحروب الأهلية، وفي ظل هذه المعطيات تظل مسألة استعادة المؤسسة العسكرية دورها الوطني تحديًا مصيريًا أمام تلك الدول.