باكستان تتراجع في قدراتها النووية بعد تهديد الهند الشامل

أعلن رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، أن البرنامج النووي لبلاده يهدف فقط إلى “الأغراض السلمية والدفاع عن النفس”، في تصريح يعتبر تراجعًا عن تصريحات سابقة من مسؤولين باكستانيين هددوا باستخدام الأسلحة النووية في حالة حدوث صراع مع الهند.

باكستان تتراجع في قدراتها النووية بعد تهديد الهند الشامل
باكستان تتراجع في قدراتها النووية بعد تهديد الهند الشامل

جاءت تصريحات شريف أثناء حديثه مع مجموعة من الطلاب الباكستانيين، بعد أقل من شهرين على تحذير صريح من دبلوماسي باكستاني بارز باستخدام “كامل طيف القوة التقليدية والنووية”، في ظل تصاعد التوترات مع نيودلهي، وتعتبر تصريحات رئيس الوزراء محاولة لخفض نبرة التصعيد النووي بعد التوترات الأخيرة التي أعقبت عملية “سيندور”، وهي رد عسكري نفذته الهند بعد الهجوم الإرهابي في 22 أبريل في منطقة بَهالغام بكشمير، والذي أودى بحياة 26 شخصًا.

قال شريف: “البرنامج النووي الباكستاني مخصص لأغراض سلمية ولدفاعنا الوطني فقط، وليس للهجوم”

على الرغم من أن تصريحاته جاءت في سياق مدني، إلا أنها تتناقض بشكل مباشر مع ما قاله في مايو السفير الباكستاني لدى روسيا، محمد خالد جمال، الذي صرح لقناة “روسيا اليوم” بأن باكستان سترد باستخدام “كامل طيف القوة”، مشيرًا إلى معلومات استخباراتية حول نية الهند شن ضربات على أهداف داخل باكستان، وأكد أن أي محاولة لتحويل مجرى مياه باكستان أو قطعها ستعتبر “عملًا عدائيًا” وستقابل برد نووي محتمل.

باكستان تُبقي الخيار النووي مطروحًا على الطاولة في حال التصعيد

أوضح جمال: “أي محاولة للاستيلاء على مياه باكستان، أو تحويلها أو إيقافها، تُعتبر عملًا عدوانيًا، وسيتم الرد عليها بكامل القوة، بما في ذلك السلاح النووي”

هذه التصريحات فُسرت على نطاق واسع كإشارة رسمية من باكستان بأن الخيار النووي ما زال مطروحًا في حال حدوث تصعيد.

في الجهة الأخرى، أكدت الهند أنها لن تسمح لأي تهديد نووي بأن يردعها عن محاربة الإرهاب، حيث أطلقت الهند في 7 مايو عملية “سيندور”، والتي استمرت حتى منتصف الشهر، واستهدفت تسعة مواقع مرتبطة بالإرهاب داخل باكستان وفي كشمير الخاضعة لسيطرتها، ووصفت الحكومة الهندية هذه العمليات بأنها “ضربات وقائية دقيقة”.

واتهمت وكالات الاستخبارات الهندية جماعات مقرها باكستان، مثل “جيش محمد”، و”لشكر طيبة”، و”حزب المجاهدين”، بالمسؤولية عن هجوم بَهالغام، وأفاد مسؤولون أمنيون هنود بمقتل أكثر من 100 مسلح خلال هذه الضربات.

صرح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في 13 مايو، بأن “الهند لن تتسامح مع أي ابتزاز نووي أثناء دفاعها عن نفسها ضد الإرهاب ومن يدعمه، وردنا محسوب ودقيق وحاسم”.

زمن الردع النووي لا يمنح أي دولة مبررًا لرعاية الإرهاب

من جانبه، أكد رئيس أركان الدفاع الهندي، الجنرال أنيل شوهان، أن زمن الردع النووي لا يمنح أي دولة مبررًا لرعاية الإرهاب، مضيفًا: “الهند أوضحت أنها لن تخضع للابتزاز النووي، وعملية سيندور تُعد نموذجًا للصراع بين قوتين نوويتين استخدمتا القوة التقليدية بشكل حاسم”

وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، تُعتبر الصين الشريك الدفاعي الرئيسي لباكستان، حيث باعت لإسلام آباد أسلحة بقيمة 8.2 مليار دولار منذ عام 2015، ومن عام 2020 إلى 2024، حصلت باكستان على 63% من صادرات الأسلحة الصينية، وهو أعلى معدل لأي دولة منفردة.