دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، أنصاره إلى التوقف عن مهاجمة إدارته في ظل الجدل المتزايد حول قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المتهم بالاتجار الجنسي واستغلال القاصرات، وهو ما أثار استياءً كبيرًا داخل معسكر “ماغا” وبين مؤيدي نظريات المؤامرة، وفقًا لما ذكرته شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.

شوف كمان: الحبتور يؤكد تسجيل 6000 شركة جديدة في سوريا وشعب لا يعرف الانكسار
قائمة عملاء إبستين
في مذكرة نُشرت مؤخرًا، نفت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي وجود أي دليل على ما يُعرف بـ”قائمة عملاء إبستين”، أو أي عمليات ابتزاز لشخصيات بارزة، وأكدوا مجددًا أن إبستين توفي منتحرًا في سجن نيويورك عام 2019، وليس نتيجة اغتيال كما يروج البعض.
مواضيع مشابهة: ترامب يستأنف قرار المحكمة الفدرالية بشأن إلغاء الرسوم الجمركية
كانت ردود الفعل داخل معسكر ترامب غير متوقعة، حيث عبّر عدد من أبرز داعميه، مثل أليكس جونز ولورا لومر، عن غضبهم من موقف وزارة العدل، ووجهوا انتقادات شديدة لوزيرة العدل بام بوندي ومدير مكتب التحقيقات كاش باتيل، وقد طالبت لومر بشكل علني بإقالة بوندي، ووصفت تصرفها بأنه “محرج”، بينما سخر جونز قائلاً إن الوزارة قد تنكر قريبًا وجود إبستين أصلاً.
كيف تؤثر هذه على ترامب؟
في خضم هذه العاصفة، نشر ترامب بيانًا مطولًا على منصة “تروث سوشيال” دافع فيه بشدة عن بوندي، مؤكدًا أنها تقوم بعمل “رائع”، وصرح قائلًا: “نحن في فريق واحد، فريق ماغا، ولا يعجبني ما يحدث”، متهمًا البعض بالسعي لإضعاف إدارته بسبب “رجل لا يموت أبدًا، جيفري إبستين”
رفض ترامب ما يُعرف بـ”ملفات إبستين”، واصفًا إياها بأنها “خدعة دبرها الحزب الديمقراطي”، ودعا أعضاء إدارته إلى التركيز على ما سماه “الانتخابات المسروقة عام 2020” بدلاً من “هدر الوقت على وثائق قديمة مستوحاة من اليسار الراديكالي”.
على الرغم من دفاع ترامب عن نفسه وعن إدارته، فإن تجدد الجدل حول إبستين – خاصة في أوساط أنصاره – يعكس أزمة ثقة متزايدة قد تؤثر على وحدة قاعدة “ماغا”، وتضعف صورة “الإدارة المثالية”.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أنه مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض بدعم من تحالف أكثر تنوعًا يشمل عاملين في قطاع التكنولوجيا بوادي السيليكون، وناخبين لاتينيين ورجال سود، إضافة إلى ليبراليين غاضبين من طريقة تعامل الديمقراطيين مع قيود كوفيد ولقاحاته، وجيل جديد من الشباب الذين لم ينخرطوا مسبقًا في السياسة الجمهورية، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيظل هذا الطيف المتباين ضمن معسكر “ماغا” إلى الأبد؟
في مؤتمر “تيرنينغ بوينت”، سلط كل من تشارلي كيرك وتاكر كارلسون الضوء على أزمة السكن وارتفاع تكاليف المعيشة باعتبارها من أبرز هموم الشباب، وهو ما أكده الحضور خلال مقابلاتهم، مشيرين إلى أن هذه القضايا تشكل أولوية.
قال كيرك لصحيفة واشنطن بوست: “إذا لم نحسن الظروف المادية للناخبين الشباب بسرعة، فإن تأثير مامداني سيتوسع”، مشيرًا إلى مخاوف من تحول سياسي عكسي، مطالبًا الحزب الجمهوري بإطلاق “خطة مارشال لبناء 10 ملايين منزل” لمواجهة أزمة القدرة على تحمل تكاليف السكن
خلال كلمته في المؤتمر، عبّر كيرك عن فخره بالتغيير الذي أحدثته منظماته في مواقف جيل الشباب تجاه ترامب، واصفًا جيل Z بأنه “أربك الليبراليين” بابتعاده عن الديمقراطيين، واصفًا هذا التحول بأنه “أكبر إعادة اصطفاف جيلي منذ مهرجان وودستوك”.
اختتم بالقول: “لقد حولنا قبعة ماغا الحمراء من رمز للخوف عام 2016 إلى شعار للأمل والتفاؤل والوطنية واستعادة أمريكا في 2024”