مضى 30 يومًا على انتهاء المواجهة العسكرية التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، ولكن التوتر بين الجانبين يتخذ طابعًا نفسيًا بالغ الخطورة، حيث قام مهدي محمدي، المستشار الاستراتيجي لرئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، بنشر صورة على خاصية “الستوري” في إنستجرام، تُظهر خريطة لإسرائيل تتخللها سحابتان على شكل فطر، مما يرمز إلى تفجيرات نووية.

مقال له علاقة: تحذيرات أمريكية وتهديد بعقوبات للدول المشاركة في مؤتمر حل الدولتين في نيويورك
تأتي هذه الصورة المثيرة للجدل في إطار حرب نفسية متبادلة وتصعيد رمزي شديد اللهجة، ويُعتقد أنها جاءت ردًا على رسالة علنية نشرها وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق يوآف جالانت، حيث حذّر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من محاولة امتلاك السلاح النووي، مشددًا على أن لدى إسرائيل “عيوناً وآذاناً في كل مكان”.
رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف يهدد إسرائيل بالنووي
وفي تطور خطير ذي صلة، كشفت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” تفاصيل جديدة حول استهداف إسرائيلي مباشر لاجتماع رفيع المستوى للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، خلال الأيام الأولى من الحرب الأخيرة.
ووفق ما ذكرته الوكالة، فإن الهجوم نُفذ صباح يوم الاثنين 16 يونيو داخل مبنى حكومي غرب العاصمة طهران، حيث كان يُعقد الاجتماع في الطوابق السفلية بحضور كبار القادة والمسؤولين، بينهم الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الأمنية البارزة.
تشير المعلومات إلى أن الرئيس الإيراني تعرض لإصابة طفيفة في ساقه أثناء محاولته مغادرة المكان عبر منفذ طوارئ تم إعداده مسبقًا، بعد استهداف المبنى بدقة بست قنابل أو صواريخ، ركزت على مداخل ومخارج المبنى بهدف شل حركة الهروب وتعطيل نظام التهوية.
أكد الرئيس بيزشكيان الواقعة خلال مقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، موضحًا: “كنت في اجتماع مهم نناقش فيه خطوات المرحلة القادمة، وفجأة تم استهداف المبنى الذي كنا نتواجد فيه”.
وأفادت وكالة “فارس” بأن الهجوم أسفر عن انقطاع كامل للتيار الكهربائي داخل الطابق الذي احتضن الاجتماع، مما تسبب في حالة من الفوضى، ورغم ذلك تمكن المسؤولون من النجاة عبر مخارج الطوارئ، على الرغم من تعرض عدد منهم لإصابات خفيفة، بما في ذلك الرئيس نفسه.
بدأت السلطات الإيرانية تحقيقًا موسعًا حول احتمال وجود اختراق أمني أو تسريب داخلي، خاصة أن الضربة الإسرائيلية اتسمت بدقة عالية من حيث توقيت الاجتماع ومكانه، مما يثير الشبهات حول وجود شبكة تجسس داخل أجهزة الدولة.
مقال مقترح: آخر تطورات فيضانات تكساس و51 قتيلاً و27 فتاة مفقودة في مشهد صادم (فيديو)
ورأت الوكالة أن هذا الهجوم يمثل تصعيدًا نوعيًا خطيرًا في أسلوب الاستهداف الإسرائيلي، حيث بات يشمل محاولات مباشرة لاغتيال كبار المسؤولين، ضمن استراتيجية جديدة لضرب العمق الأمني الإيراني وإرباك النظام السياسي من الداخل.