هل يعتبر تأجيل نتنياهو لضم الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية خداعاً استراتيجياً جديداً؟

أوضحت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، أن قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتأجيل فرض السيادة الإسرائيلية على بعض مناطق الضفة الغربية يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها المخاوف الأمنية من تفجر الأوضاع الميدانية، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة، مشيرة إلى أن فتح جبهة جديدة في الضفة الغربية سيشكل عبئًا كبيرًا على جيش الاحتلال الإسرائيلي.

هل يعتبر تأجيل نتنياهو لضم الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية خداعاً استراتيجياً جديداً؟
هل يعتبر تأجيل نتنياهو لضم الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية خداعاً استراتيجياً جديداً؟

وأضافت الدكتورة تمارا حداد في حديثها لموقع خبر صحأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حذرت نتنياهو من مغبة الإعلان الرسمي عن الضم، لما قد ينتج عنه من انتفاضة جديدة في الضفة أو اشتعال الشارع الفلسطيني، مما أدى إلى تقييم أمني خلص إلى ضرورة التأجيل.

وأوضحت حداد أن هناك ضغوطًا دولية وأمريكية مورست على إسرائيل لتأجيل هذه الخطوة، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية تربط تأييدها لخطة الضم بتنفيذ صفقة القرن بشكل كامل، بما يتضمن منح الفلسطينيين نوعًا من الحكم الذاتي قبل فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية.

تمارا حداد: الدول الأوروبية ترفض ضم الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية

تابعت الباحثة قائلة: “ترفض الدول الأوروبية أيضًا الضم، وتعتبره تقويضًا لفرص السلام، بالإضافة إلى مواقف رافضة من بعض الدول العربية مثل مصر، التي ترفض أي خطوة أحادية الجانب”

وفي السياق السياسي الداخلي، أشارت الدكتورة حداد إلى وجود خلافات داخل الحكومة الائتلافية الحالية في إسرائيل حول التوقيت والمضمون، حيث يطالب بعض الشركاء مثل بتسلئيل سموتريتش بالإسراع في تنفيذ الضم، بينما يفضل آخرون في الليكود التأجيل إلى ما بعد عطلة الكنيست.

كما نوّهت إلى أن العطلة البرلمانية الحالية تعيق تمرير أي قوانين داعمة لخطة ضم الضفة، إلى جانب وجود توجه من بنيامين نتنياهو لإحالة الأمر إلى اللجنة الوزارية لدراسته بشكل أوسع، خاصة إذا تطلب الأمر نقاشًا برلمانيًا أو تصويتًا رسميًا.

واختتمت الدكتورة تمارا حداد بالقول إن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو قد يستخدم ورقة التأجيل كورقة مساومة في مفاوضاته مع الأطراف الدولية، خاصة فيما يتعلق بملف قطاع غزة، بحيث يتم طرح مقابل لوقف الحرب هناك يتمثل بإعلان فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية.