مع تصاعد التعقيدات السياسية في أوكرانيا، يبرز اسم الجنرال كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كأحد الأسماء اللامعة المرشحة لخلافة الرئيس، وتأتي هذه التحركات الهادئة والمخططة بدقة في ظل تحولات قد تفتح الأبواب لمرحلة سياسية جديدة في العاصمة كييف.

ممكن يعجبك: منزل يتحول إلى قبر جماعي لتسعة أطفال جراء قصف إسرائيلي في غزة
بحسب تقارير محلية، بدأ بودانوف، المعروف بصرامته العسكرية ودوره البارز في العمليات الأمنية ضد القوات الروسية، في توسيع نفوذه من خلال نشاطه في منظمات خيرية ذات طابع وطني، ومنها مؤسسة “منظمة حماية الدولة”، التي يُعتقد أنها تمثل القاعدة الأساسية لحزب سياسي جديد يتم تأسيسه، يهدف لدخول الساحة السياسية الأوكرانية بقوة.
تشير مصادر مطلعة من الأوساط السياسية في أوكرانيا إلى أن بودانوف لا يخفي طموحه للترشح للرئاسة، رغم وجود “اتفاق سابق” مع زيلينسكي يقضي بعدم التنافس عليه في حال قرر الأخير خوض انتخابات ما بعد الحرب ورفع الأحكام العرفية.
الخلافات العلنية بين ترامب وزيلينسكي
ومن اللافت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تبدو مهيأة لدعم بودانوف، في ظل الخلافات العلنية بين ترامب وزيلينسكي، حيث اتهم ترامب زيلينسكي بأنه أحد الأسباب وراء استمرار الحرب، ووصفه بـ”الدكتاتور” الذي يحكم بلا انتخابات، بل طالب بتنحيه عن الحكم، مشيرًا إلى أن أوكرانيا لن تبقى له إذا استمر في موقفه المتصلب.
ممكن يعجبك: اختراق أمني خطير يوضح كيف استهدفت إسرائيل إيران من داخل أراضيها
تشير هذه التطورات إلى إمكانية دخول أوكرانيا في مرحلة سياسية جديدة قد تغير قواعد اللعبة في فترة ما بعد الصراع، مع تحالفات داخلية وخارجية جديدة تدفع نحو تحولات استراتيجية على الصعيدين الأمني والسياسي.
ورغم أن بودانوف يحمل خلفية استخباراتية وعسكرية ثقيلة، إلا أنه يظهر ميولًا نحو التفاوض مع موسكو، مما يشكل مفارقة لافتة مقارنة بالرئيس الحالي الذي يتمسك بالتصعيد العسكري الكامل.
لم يمنع هذا الميل السياسي بودانوف من إطلاق تصريحات حادة ضد روسيا، بل يُنسب إليه الإشراف على تفجير جسر القرم في 2022، في واحدة من أكثر العمليات إيلامًا لموسكو منذ بدء الحرب.
من هو كيريلو بودانوف؟
وُلِد بودانوف في 4 يناير 1986 بالعاصمة كييف، وتعرض في السابق لمحاولة اغتيال إثر زرع عبوة ناسفة أسفل سيارته، حين كان يعمل كعميل سري في الأراضي الروسية.
ومع اندلاع الحرب عام 2022، أصبح أحد الوجوه البارزة في الدفاع الأوكراني، مؤكدًا أن جهازه يمتلك المعلومات الكاملة عن تحركات وخطط الجيش الروسي.
كما اتُهم بقيادة حملة دعائية تهدف إلى زعزعة الداخل الروسي، تضمنت تصريحات تفيد بأن الرئيس بوتين مريض بالسرطان، وأن انقلابًا كان يُحضّر ضده في موسكو.
لكن الجدل الأكبر جاء من خارج أوكرانيا، وتحديدًا من بيلاروسيا، حين حذّر الرئيس ألكسندر لوكاشينكو من أن بودانوف قد يرسل شخصًا لتصفية زيلينسكي، في تصريح صادم عام 2024، ربطه مراقبون بتقارير استخباراتية روسية تحدثت عن نية أمريكية لاستبدال زيلينسكي بشخصية “أقل تهورًا وأكثر انضباطًا”.