إسرائيل تقدم تنازلًا ثالثًا وما هي دلالات “خريطة الانتشار” الجديدة في غزة؟

ذكرت صحيفة “جيروسالم بوست” استنادًا إلى مصدرين موثوقين، أن إسرائيل قدمت مقترحًا ثالثًا يتضمن خريطة جديدة لنشر قواتها داخل قطاع غزة خلال فترة وقف إطلاق النار المقترحة، والتي تمتد لـ60 يومًا.

إسرائيل تقدم تنازلًا ثالثًا وما هي دلالات “خريطة الانتشار” الجديدة في غزة؟
إسرائيل تقدم تنازلًا ثالثًا وما هي دلالات “خريطة الانتشار” الجديدة في غزة؟

خلافات رئيسية بين إسرائيل وحماس

تتمحور الخلافات الأساسية بين إسرائيل وحركة حماس حول نقطتين رئيسيتين: مقدار انسحاب القوات الإسرائيلية أثناء الهدنة، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع

وبحسب الصحيفة، يعكس الاقتراح الثالث مستوى أكبر من “المرونة” فيما يتعلق بنشر الجيش، خاصة على امتداد الحدود بين قطاع غزة ومصر، وتحديدًا في المنطقة الواقعة بين ممري موراغ وفيلادلفيا، حيث تعتزم إسرائيل تقليص وجودها العسكري ليقتصر على منطقة عازلة لا يتجاوز عرضها كيلومترين على طول الحدود الجنوبية قرب مدينة رفح.

تشير التقارير إلى أن إسرائيل أصبحت مستعدة لسحب مزيد من قواتها خلال فترة وقف إطلاق النار، مما يعكس تنازلاً جزئيًا في إطار المفاوضات.

تعثر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس

تأتي هذه التطورات في ظل تعثر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس التي تُجرى في الدوحة، حيث يُعتبر حجم انسحاب القوات الإسرائيلية، ولا سيما من جنوب قطاع غزة، أحد أبرز النقاط الخلافية التي لا تزال تعرقل الوصول إلى اتفاق.

في السابق، تمسكت إسرائيل بموقفها القاضي بالإبقاء على قواتها داخل منطقة واسعة نسبيًا، تشمل شريطًا عازلًا بعرض 3 كيلومترات على طول الحدود مع مصر قرب رفح، بالإضافة إلى السيطرة على ممر موراغ الذي يفصل بين رفح ومدينة خان يونس.

أما حركة حماس، فقد طالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت متمركزة فيها قبل انهيار وقف إطلاق النار الأخير في مارس الماضي، وهو ما لم توافق عليه إسرائيل حتى الآن.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان المقترح الإسرائيلي الأخير سيشكل اختراقًا في مسار المفاوضات المتعثرة.

تعكس رغبة إسرائيل في الإبقاء على وجود عسكري في جنوب قطاع غزة ارتباطًا بخطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تهدف، وفقًا لتقارير إعلامية، إلى إنشاء مخيم ضخم في تلك المنطقة لإيواء مئات الآلاف من الفلسطينيين.

وقد أثارت هذه الخطط انتقادات واسعة، حيث وصفها معارضون بأنها بمثابة “معسكر اعتقال” قد يمهد الطريق لترحيل قسري للفلسطينيين، بينما تروج الحكومة الإسرائيلية لها باعتبارها “مدينة إنسانية” تهدف إلى أن تكون نقطة انطلاق لما تصفه بـ”المغادرة الطوعية” لسكان قطاع غزة.