أزمة الحريديم تهدد استقرار نتنياهو.. شاس يلوح بالانسحاب فهل يبقى ائتلاف بنيامين قوياً؟

يتجه حزب شاس الحريدي إلى اتخاذ خطوة مشابهة لحزبي يهدوت هتوراة وأغودات إسرائيل، حيث يخطط للانسحاب من الائتلاف الحاكم في إسرائيل، مما قد يؤدي إلى انهيار كامل لهذا الائتلاف، خصوصًا أن كتلة نتنياهو تتساوى حاليًا مع كتلة المعارضة، وفي حال انسحب شاس، الذي يمتلك 11 مقعدًا في الكنيست، ستتقلص مقاعد ائتلاف اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو إلى 50 مقعدًا فقط، مما سيجعل من الصعب عليه البقاء في الحكم.

أزمة الحريديم تهدد استقرار نتنياهو.. شاس يلوح بالانسحاب فهل يبقى ائتلاف بنيامين قوياً؟
أزمة الحريديم تهدد استقرار نتنياهو.. شاس يلوح بالانسحاب فهل يبقى ائتلاف بنيامين قوياً؟

شاس يتجه نحو الاستقالة

وفقًا للقناة الثانية عشرة العبرية، فإن حزب “شاس” يعتزم الاستقالة اعتبارًا من الخميس المقبل، وذلك على خلفية أزمة تجنيد الحريديم، حيث فشلت حكومة نتنياهو حتى الآن في تمرير قانون يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية، ويعبر الحريديم عن اعتراضهم على تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي، معتبرين أن ذلك سيؤثر سلبًا على دراساتهم الدينية، إذ يكرسون حياتهم لتعلم التوراة.

ومنذ نكبة 1948 التي تلت إقامة إسرائيل، يتم إعفاء الحريديم من الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، إلا أن الأزمة قد عادت إلى الواجهة بعد عملية طوفان الأقصى، فمنذ السابع من أكتوبر 2023، ومع تصاعد الخسائر البشرية التي تكبدتها إسرائيل في جبهتي غزة ولبنان، تجدد النقاش حول تجنيد الحريديم، خاصة في ظل النقص العددي داخل الجيش ومطالبة الأحزاب العلمانية نتنياهو بإلزامهم بالخدمة.

وفي يونيو 2024، أقرّت المحكمة العليا الإسرائيلية تجنيد الحريديم في الجيش، إلا أن عددًا كبيرًا منهم يرفض القرار وأوامر الالتحاق، ومنذ ذلك الحين، تتلقى المحكمة تشريعات تهدف إلى إعفائهم، لكنها ترفضها، معتبرةً إياها تمييزًا بين المواطنين الإسرائيليين، كما يرى معارضو نتنياهو أن مماطلته في فرض هذه الخدمة تمثل “رشوة” سياسية لهذه الطائفة.

هل ينجح نتنياهو في احتواء الأزمة؟

على الرغم من ذلك، فإن نتنياهو، الذي يمتلك خبرة سياسية كبيرة، قد ينجح في احتواء الأزمة، خصوصًا أن انسحاب حزبي يهدوت هتوراة وأغودات إسرائيل لا يدخل حيز التنفيذ إلا بعد 48 ساعة من تقديم وزرائهما الاستقالة، مما يمنحه وقتًا إضافيًا للبحث عن مخرج، وإذا لم ينسحب حزب شاس الخميس، فقد تتاح لنتنياهو فرصة أخرى لاستعادة أغلبية ائتلافه، حيث سيدخل الكنيست في عطلة صيفية أواخر الشهر الجاري، ما يمنحه نحو ثلاثة أشهر لحل الأزمة، خاصة أنه يمتلك مهارات استثنائية مكنته من تجاوز أزمات كبرى خلال مسيرته السياسية الطويلة.