في فجر اليوم الأربعاء، شهدت سوريا تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا، حيث شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية العنيفة التي استهدفت العاصمة دمشق ومناطق في درعا والسويداء، وقد أكدت هيئة البث الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية أن هناك سيطرة جوية إسرائيلية كاملة على أجواء السويداء ودرعا.

مقال مقترح: المبعوث الأمريكي يؤكد أن هدف ترامب هو دعم الحكومة الحالية في سوريا
كما تداول ناشطون مقاطع فيديو تُظهر اندلاع حريق ضخم في أحد المولدات الكهربائية قرب جسر مسرابا في محيط دوما بريف دمشق، وأفادوا بأن هذا الحريق ناتج عن قصف إسرائيلي للمنطقة.
غارات إسرائيلية
في السويداء، استهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مواقع، أبرزها محيط مطار “الثعلة” العسكري، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الجيش السوري، حسبما أفادت به مصادر محلية وتلفزيون سوريا.
مقال مقترح: روسيا تسخر من التصعيد الكلامي بين ترامب وماسك وتعرض التوسط بينهما
كما طالت الغارات خطوط إمداد الفصائل العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية، وخاصة بمحيط السويداء ودرعا، بينما تعرض “اللواء 52” شرق درعا لقصف مباشر استهدف تجمعات تابعة للفصائل الحكومية.
وفي تطور لافت، استهدف الطيران الإسرائيلي أرتالاً عسكرية تابعة لـ”الفرقة 54″ السورية أثناء تحركها على طريق دمشق-درعا، حيث كانت في طريقها لمواجهة فصائل درزية مسلحة جنوبي سوريا.
وبحسب مصادر ميدانية، لا تزال المقاتلات الحربية والطائرات المسيّرة الإسرائيلية تحلق في أجواء درعا والقنيطرة، مما يدل على استمرار التصعيد العسكري في المنطقة.
المرصد السوري: ارتفاع ضحايا اشتباكات «السويداء» إلى 203
ارتفعت حصيلة القتلى جراء الاشتباكات الدامية التي اندلعت في جنوب سوريا إلى 203 أشخاص منذ الأحد الماضي، وفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن عدد ضحايا الاشتباكات والإعدامات الميدانية في السويداء منذ صباح الأحد وصل إلى 203 قتلى، حيث شملت الحصيلة 92 شخصًا من الطائفة الدرزية، بينهم 21 مدنيًا قُتلوا عبر الإعدام الميداني على يد عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى 93 عنصرًا من القوات الحكومية، إلى جانب 18 مسلحًا من البدو.
وقف إطلاق النار بعد وساطة محلية في السويداء
في تطور لاحق، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، مساء الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار في السويداء، وذلك بعد مفاوضات مع وجهاء المدينة، وفي أعقاب انتشار القوات الحكومية واندلاع اشتباكات عنيفة تزامنت مع قصف إسرائيلي على المنطقة.
وقال أبو قصرة في منشور على منصة “إكس”: “إلى كافة الوحدات العاملة داخل مدينة السويداء، نعلن وقفًا تامًا لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة، مع السماح بالرد فقط على مصادر النيران”
وأضاف أن قوات الشرطة العسكرية ستبدأ في الانتشار داخل السويداء لضبط الأداء العسكري ومحاسبة أي عناصر يرتكبون تجاوزات، مشيرًا إلى أنه سيتم قريبًا تسليم الأحياء لقوى الأمن الداخلي بعد انتهاء عمليات التمشيط، من أجل استعادة النظام وعودة الأهالي إلى منازلهم.