شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الفترة الأخيرة مجموعة من النجاحات والإخفاقات والتحديات، حيث تسعى الحكومة لتأهيل وتدريب كوادر بشرية متميزة قادرة على المنافسة في السوقين العالمية والمحلية، وتحقيق إنجازات في مجال تكنولوجيا المعلومات، وسط تقدم الوزارة في جميع خدمات الاتصالات، إلا أن الانتقادات بدأت تتزايد بعد أزمة حريق سنترال رمسيس.

من نفس التصنيف: محافظ البنك المركزي يلتقي وفد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية
قطاع الاتصالات في مصر
تباينت الآراء حول إنجازات وإخفاقات قطاع الاتصالات، حيث أن الإنجازات واضحة وملموسة أمام الجميع، لكن بعض الأنظار تركزت فقط على حريق سنترال رمسيس وتأثيره على الخدمات، التي تعطلت بشكل كامل تقريبًا لمدة يومين، رغم الاستثمارات الضخمة التي تجاوزت مليارات الجنيهات لتأهيل البنية التحتية.
إخفاقات قطاع الاتصالات
يعتبر خبراء الاتصالات أن ما حدث في سنترال رمسيس يعكس غياب خطة توزيع جغرافي متوازن للخدمات، مما يجعل تعطل مركز رئيسي يؤثر على شبكة واسعة من المستخدمين، ويطالب البعض بإنشاء مراكز احتياطية في مناطق متعددة، إلى جانب إعادة تقييم نظام الكابلات النحاسية القديم الذي لا يزال مستخدمًا في كثير من المواقع، رغم وجود بدائل أكثر أمانًا وتقدمًا.
تسبب الانقطاع في خسائر كبيرة للعديد من المؤسسات التجارية والمصرفية، حيث توقفت المعاملات الرقمية والتحويلات البنكية، مما أثر على خدمة العملاء في بعض شركات القطاع الخاص، مما أدى إلى حالة من الارتباك بين المستخدمين.
عبر المواطنون عن استيائهم على منصات التواصل الاجتماعي بسبب ضعف الاستجابة وسوء التواصل الرسمي بشأن تطورات الحادث، وسط مخاوف من تكرار مثل هذه الأعطال في مواقع أخرى إذا لم يتم تطوير المنظومة بشكل شامل.
إنجازات قطاع الاتصالات
يشهد قطاع الاتصالات في مصر طفرة غير مسبوقة في التوسع في البنية التحتية والاستثمارات الضخمة، لكن حادث حريق سنترال رمسيس ألقى الضوء على تساؤلات ملحة حول قدرة المنظومة على مواجهة الأزمات الطارئة وضمان استمرارية الخدمة دون انقطاع.
استثمارات ضخمة وتوسع في الشبكات
نفذت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، خطة تطوير طموحة تهدف إلى تحديث الشبكة الرقمية في جميع أنحاء الجمهورية.
• أطلقت خدمات الجيل الخامس بعد نجاح الجيل الرابع في 2016، وقد حصلت شركات الاتصالات على تراخيص التشغيل مقابل 675 مليون دولار
• طرحت الحكومة نطاقات ترددية جديدة لشركات المحمول بعوائد بلغت حوالي 2 مليار دولار
• زاد عدد أبراج المحمول من 7 آلاف برج في 2014 إلى نحو 37 ألف برج بحلول 2025.
تحديثات تقنية تدعم التحول الرقمي
توسع القطاع أيضًا في الخدمات الذكية، من أبرزها
• الشرائح المدمجة eSIM، التي تتيح التبديل بين الشركات دون الحاجة لتغيير البطاقة
• مكالمات WiFi Calling لتحسين جودة الاتصال داخل المباني
• تطوير خدمات الإنترنت الثابت عبر شبكة الألياف الضوئية باستثمارات بلغت 3 مليارات دولار منذ 2018، مما أدى إلى رفع متوسط سرعة الإنترنت الثابت من 5.3 ميجابت/ثانية في 2017 إلى 85.64 ميجابت/ثانية في أبريل 2025، بزيادة تجاوزت 16 ضعفًا.
مقال له علاقة: مصر كمستورد للنفط وتأثير ارتفاع الأسعار العالمية على الموازنة
ربط المباني الحكومية والمدارس
ضمن خطة التحول الرقمي، تم ربط أكثر من 20 ألف مبنى حكومي حتى الآن بشبكة الألياف الضوئية، من إجمالي 31.5 ألف مبنى مستهدف على مستوى الجمهورية.
كما تم توفير خدمة الإنترنت فائق السرعة لـ 2563 مدرسة ثانوية باستخدام نفس التكنولوجيا.
حريق سنترال رمسيس
رغم هذا التوسع الكبير، كشف حريق سنترال رمسيس عن ثغرات في مرونة الشبكة، حيث أدى إلى توقف مؤقت لخدمات الإنترنت والهاتف الأرضي في عدد من المناطق الحيوية بالقاهرة، مما أثار تساؤلات حول آليات النسخ الاحتياطي، وخطط الطوارئ، وتوزيع الأحمال الجغرافية بين السنترالات والمراكز التشغيلية.
يعتبر خبراء أن المركزية المفرطة في إدارة الخدمة الرقمية قد تؤدي إلى أضرار كبيرة عند تعطل نقطة رئيسية مثل سنترال رمسيس، رغم جاهزية المعدات والاستثمارات في مواقع أخرى.