أعلنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية عن اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من اليمن باتجاه جنوب إسرائيل قبل قليل، ويعد هذا الهجوم الثالث خلال أقل من عشرة أيام.

اقرأ كمان: بن غفير يؤكد عدم التفاوض مع قتلة جنودنا ويدعو نتنياهو لسحب الوفد من الدوحة
صاروخ حوثي يشل مطار بن جوريون
وفي تصريح له أمس (الثلاثاء)، أعلن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية في صحراء النقب وأم الرشراش (إيلات)، بينما لم يصدر جيش الاحتلال أي تعليق على تلك التصريحات.
كما دوّت صفارات الإنذار في منطقة البحر الميت، رغم تحذيرات التأهب الواسعة التي أُصدرت لجنوب إسرائيل.
ورغم عدم ورود تقارير عن وقوع قتلى أو جرحى، إلا أن صاروخًا أصاب مطار بن غوريون بالشلل، حيث أعلن المطار عن تعليق عمليات الهبوط والإقلاع مؤقتًا.
منذ 18 مارس، عندما استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، ضاربًا عرض الحائط اتفاقية وقف إطلاق النار، أطلق الحوثيون في اليمن 61 صاروخًا باليستيًا بالإضافة إلى 15 طائرة مسيّرة على إسرائيل.
من نفس التصنيف: خلف الحبتور: الإمارات وجهة أولى لـ 10,000 مليونير لاستثمار ثرواتهم
وتصر جماعة أنصار الله الحوثية على عدم وقف استهدافاتها لإسرائيل، مشددة على ضرورة توقف الأخيرة عن عدوانها على غزة كشرط لوقف هذه الهجمات.
معركة الإسناد المستمرة
منذ نوفمبر 2023، دخلت جماعة أنصار الله الحوثية في حرب مفتوحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، دعمًا لقطاع غزة ومقاومته، بعد أن استولت على سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر، وتوقفت فقط خلال الهدنة التي عُقدت في يناير، والتي نقضها الاحتلال في مارس.
مؤخراً، طالبت إسرائيل الولايات المتحدة باستئناف ضرباتها الجوية ضد الحوثيين في اليمن، مع تصاعد هجمات الجماعة الصاروخية واستهداف السفن في البحر الأحمر، في سياق ما تصفه بأنه دعم للمقاومة الفلسطينية في غزة، ولن يتوقف ذلك إلا بوقف إطلاق النار في القطاع.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الاحتلال برر طلبه بزيادة إطلاق الصواريخ من اليمن نحو العمق الإسرائيلي، وتصاعد هجمات الحوثيين العنيفة على السفن في البحر الأحمر.
ومنذ بداية الأسبوع الماضي، نفذ الحوثيون هجمات أسفرت عن إغراق سفينتين في البحر الأحمر، وخطف عدد من البحارة، بالإضافة إلى مقتل 60 شخصًا خلال الهجوم على سفينة “إيترنيتي سي” مساء الاثنين.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا أنه رصد واعترض أكثر من صاروخ أُطلق من اليمن.
الخميس الماضي، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ ما وصفته بـ”عملية عسكرية نوعية” استهدفت مطار اللد – بن غوريون بالقرب من تل أبيب، باستخدام صاروخ باليستي من طراز “ذو الفقار”.
وأكد المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، استمرار الحوثيين في “توسيع نطاق عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل، ما دام عدوانها مستمرًا على الشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى أن الجماعة تطوّر قدراتها الصاروخية وتوسّع نطاق الحصار البحري المفروض على السفن المرتبطة بإسرائيل.
وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة
كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلنت، بشكل مفاجئ في مايو الماضي، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي بوساطة عُمانية، دون التنسيق مع إسرائيل.
وقد واجهت الحملة الأمريكية على الحوثيين صعوبات منذ بدايتها، خاصة أن أنصار الله نجحوا في إسقاط ما لا يقل عن 7 طائرات أمريكية مسيّرة، تُقدَّر قيمتها بملايين الدولارات، كما أشار عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى أن الضربات الجوية الأمريكية على الحوثيين كانت تأثيرها محدودًا، وفق شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وزعم ترامب، بعد وقف إطلاق النار مع الحوثيين، أن واشنطن حققت نتيجة جيدة للغاية، قائلاً: “لقد تلقّوا ضربات قوية، لكنهم يملكون قدرة هائلة على تحمّل الضربات… تحمّلوا ذلك وأظهروا شجاعة كبيرة”
وأضاف ترامب أن الحوثيين قدّموا التزامًا بعدم مهاجمة السفن مجددًا، وأن واشنطن ستحترم كلمتهم، مع الترقب لما سيحدث لاحقًا.
ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعتبر الاستهدافات الأخيرة للسفن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين انتهاكًا للاتفاقية.