نظّمت كلية الإعلام والاتصال بالجامعة البريطانية في مصر، برئاسة الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة، أول مائدة مستديرة من نوعها بعنوان: “النهوض بقيم الخدمة العامة في استراتيجيات الإعلام الوطني بين الأكاديميين وصنّاع السياسات”
شوف كمان: احصل على نتيجتك من رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 في محافظة الجيزة
استراتيجيات الإعلام الوطني
جاء ذلك بحضور الكاتب الكبير أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والدكتور محمد لطفي، والدكتورة ودودة بدران، نائب رئيس الجامعة للعلوم الاجتماعية، والدكتور عادل صالح، عميد كلية الإعلام، بالإضافة إلى مجموعة من الخبراء وأساتذة الإعلام والعلوم السياسية من جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
أكد الدكتور محمد لطفي، أن الجامعة البريطانية منذ تأسيسها انطلقت برؤية واضحة تركز على خدمة المجتمع وتعزيز التعاون مع المؤسسات الوطنية لتحقيق هذا الهدف، خاصة مع الهيئة الوطنية للإعلام.
أوضح أن التجارب الإعلامية العالمية الكبرى مثل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وشبكة “فينيكس” في الصين، أثبتت أن مصداقية الإعلام تأتي من دعمه للمجتمع، مما يعزز دوره في التنوير وصون المصلحة العامة، مشيراً إلى أن الأهداف الأكاديمية لا تكتمل إلا من خلال خدمة المجتمع.
نوّه الدكتور لطفي إلى تقدير الجامعة للجهود التي يقودها الأستاذ أحمد المسلماني في تحديث مؤسسات الإعلام الوطني، مشيداً برؤيته نحو إعلام مستقل ومهني يتفاعل مع احتياجات المواطنين.
من جانبه، أعرب الكاتب الكبير أحمد المسلماني عن تقديره للجامعة البريطانية لاستضافتها هذا الحوار الحيوي، مشيراً إلى أهمية التكامل بين المؤسسات التعليمية والإعلامية لبناء جيل واعٍ ومؤهل.
مواضيع مشابهة: وزير التعليم يؤكد توفر شبكات إنترنت قوية وكاميرات مراقبة في مدارسنا
أوضح أن الهيئة الوطنية للإعلام بدأت منذ توليه رئاستها بتنفيذ خطة تطوير طموحة تمتد حتى عام 2030، ترتكز على أربعة محاور رئيسية تشمل الاعتماد على الاقتصاد الإبداعي بأعمدته الأربعة للمربع الذهبي للقوى الناعمة المصرية، من خلال تحديث القنوات التلفزيونية والإذاعية، وإعادة بث الإذاعات المصرية على النطاق العالمي، وتطوير البنية التكنولوجية، والإنتاج الإعلامي والدرامي.
أضاف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أن الهيئة أطلقت عدة مبادرات منها تحديث إذاعة القرآن الكريم بإمدادها بنحو ألف تلاوة نادرة لأهم الأصوات المصرية، وإعادة بث القنوات المصرية في القارة الأمريكية، وتدشين منصات إذاعية متخصصة مثل “دراما إف إم”، إلى جانب العمل على إطلاق منصة “ماسبيرو بلس” كذراع رقمية حديثة لمواكبة تطورات الإعلام العالمي، وتأسيس مركز ماسبيرو للدراسات وأكاديمية الإذاعة والتلفزيون.
كما أشار إلى أن ماسبيرو يمتلك إمكانات بشرية وفنية هائلة، تشمل مدينة الإنتاج الإعلامي، وشركة صوت القاهرة، والنايل سات، مما يؤهله للريادة في مجال إعلام الخدمة العامة.
أكدت الدكتورة ودودة بدران، أن العلوم الاجتماعية، ومنها الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية، تمثل الركيزة الأساسية لفهم المجتمعات وتطورها، وأضافت أن الجامعة البريطانية قامت بتطوير المقررات لتشمل دمج تخصصات تتيح تخريج طلاب لديهم اطلاع معرفي متكامل، وتسعى باستمرار إلى الانخراط في القضايا الوطنية المحورية، مثمنة الخلفية العلمية والفكرية المتنوعة لرئيس الهيئة الوطنية للإعلام.
بدوره، أكد الدكتور عادل صالح، في كلمته بعنوان: “قيم وسياسات إعلام الخدمة العامة”، أن انعقاد هذه المائدة جاء حرصاً على جمع أضلاع المنظومة المعرفية والتنفيذية من مراكز بحثية وجهات حكومية ومجتمع مدني وصنّاع قرار، مشيراً إلى أن التعليم والإعلام واللامركزية هي ركائز النهضة التنموية، مؤكداً أن الكلية ستواصل دراسة العلاقة التفاعلية بين الإعلام والمجتمع، انطلاقاً من التأسيس الثاني للجامعة الذي يركز على تعزيز الحوار المجتمعي
شدد الدكتور صالح على أهمية إعلام الخدمة العامة كضرورة سياسية وتنموية تساهم في تشكيل الوعي الجماهيري ودعم التحول الديمقراطي، مشيداً بالتجربة الألمانية في هذا المجال، ومؤكداً أن الجامعة البريطانية، بكلية الإعلام، ستظل شريكاً فاعلاً في دعم هذا التوجه الوطني من خلال التعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام.
اختُتمت الجلسة بحلقة نقاشية أدارتها الأستاذة الدكتورة أماني مسعود، حيث ناقش المشاركون من خبراء وأكاديميين آليات دعم إعلام الخدمة العامة وضمان استقلاليته، وطرحوا مقترحات لتعزيز دوره في خدمة المجتمع.
وفي ختام اللقاء، أعلن الدكتور حسن عماد مكاوي، رئيس لجنة قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات، التوصيات الصادرة عن المائدة المستديرة.
تم الاتفاق على تنسيق آليات التعاون المشترك بين الجامعة البريطانية في مصر والهيئة الوطنية للإعلام، بهدف توظيف الخبرات الأكاديمية المتقدمة للجامعة، والاستفادة من القدرات الإعلامية المتميزة للهيئة ومنصاتها المتعددة، بما يعزز من بناء إعلام وطني مهني ومستدام يخدم المجتمع والدولة والطلاب الدارسين.
خلال فعاليات الزيارة، تفقد الأستاذ أحمد المسلماني كلية الإعلام، وزار المعامل المرئية والإذاعية، وأبدى إعجابه بالإمكانات التقنية والبنية التحتية الحديثة التي توفرها الكلية لدعم العملية التعليمية والتدريب العملي للطلاب، مؤكداً أن مثل هذه الإمكانيات تمثل نموذجاً يُحتذى في إعداد الكوادر الإعلامية المؤهلة.
كما قام الدكتور محمد لطفي والدكتور عادل صالح بتكريم الكاتب أحمد المسلماني وتسليمه درع الجامعة تقديراً لجهوده في تطوير الإعلام الوطني وترسيخ قيم الخدمة العامة.