عُيِّنت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية وكبيرة مفاوضي صفقة المعادن مع الولايات المتحدة، يوليا سفيريدينكو، رئيسةً جديدةً للوزراء يوم الخميس، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي الشامل في عام 2022.

مقال مقترح: فرنسا تخفض تخصيب اليورانيوم كخطوة أولى لتهدئة الصراع الإيراني الإسرائيلي
سلسلة تغييرات يجريها الرئيس فولوديمير زيلينسكي
تعيين سفيريدينكو يأتي في إطار سلسلة من التغييرات التي يجريها الرئيس فولوديمير زيلينسكي على التشكيل الحكومي، بهدف تعزيز الروح المعنوية في بلد أنهكته الحرب، وزيادة قدراته على إنتاج الأسلحة محليًا لمواجهة الغزو الروسي المستمر.
على الرغم من ذلك، لم تُعتبر هذه التعديلات الوزارية تحولًا جذريًا داخل أوكرانيا، إذ استمر زيلينسكي في الاعتماد على شخصيات أثبتت كفاءتها وولاءها خلال سنوات الحرب الأربع.
وقد قدم زيلينسكي يوم الخميس ترشيحاته لتغيير عدد من المناصب العليا، بما في ذلك إقالة رئيس الوزراء دينيس شميهال — الذي يُعتبر الأطول بقاءً في المنصب بتاريخ أوكرانيا — ونقله لتولي وزارة الدفاع، وفق ما أعلنه الموقع الرسمي للبرلمان الأوكراني.
مقال له علاقة: انفجار كبير يضرب مصنع مواد كيميائية في مقاطعة شاوندونغ الصينية
من المتوقع أن تُدخل تغييرات أخرى على الحكومة، لكن تعيين سفيريدينكو في رئاسة الوزراء كان الحدث الأبرز، خاصة أنها لعبت دورًا محوريًا في مفاوضات اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة، وضمان شروط تحقق مصالح كييف، كما مثلت أوكرانيا مرارًا في محادثات رفيعة المستوى مع الشركاء الغربيين، حيث ركزت على التعاون الدفاعي، وإنعاش الاقتصاد، وإعادة الإعمار.
وصف النواب والمسؤولون الأوكرانيون سفيريدينكو بأنها تنفيذية مجتهدة وتتمتع بسمعة طيبة في ولائها للرئاسة.
الوزارة تتحكم في واحد من أكبر الميزانيات وتمثل محورًا رئيسيًا في ظل الحرب
في سياق متصل، نشر زيلينسكي يوم الثلاثاء صورة تجمعه مع سفيريدينكو ووزير التحول الرقمي ميخايلو فيدوروف، مؤكدًا أن أولويات الحكومة للأشهر الستة المقبلة ستشمل زيادة إنتاج الأسلحة محليًا، والتعاقد الكامل على جميع أنواع الطائرات المسيّرة لصالح القوات الأوكرانية، وتخفيف القيود لتحفيز الاقتصاد، وضمان إيصال برامج الدعم الاجتماعي.
أما دينيس شميهال، الذي تولى رئاسة الحكومة منذ 4 مارس 2020، فلم يُنظر إليه في الإعلام الأوكراني أو بين المحللين كشخصية مستقلة سياسيًا أو كوزن موازن للرئيس زيلينسكي، بل يُعتبر من الموالين للرئيس وفريقه، ومع انتقاله إلى وزارة الدفاع، يحتفظ شميهال بدور مهم في الحكومة، خاصة أن الوزارة تتحكم في واحد من أكبر الميزانيات وتمثل محورًا رئيسيًا في ظل الحرب.
سيتولى شميهال المنصب خلفًا لروستيم أوميروف، الذي رغم محاولته دفع إصلاحات في الوزارة، إلا أن فترته شهدت اضطرابات داخلية وانتقادات حادة بسبب استمرار الاختلالات في منظومة التوريد العسكري، وعلى الرغم من نشاطه الخارجي، اعتبره المنتقدون عاجزًا عن معالجة سوء الإدارة داخل الوزارة.