الضربة الأمريكية على إيران.. تقييم جديد يغير مفهوم “التدمير الكامل”

كشف تقييم أمريكي جديد أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية أدت إلى تدمير أحد المواقع “بشكل كبير”، بينما لم تُسجل أضرار جسيمة في الموقعين الآخرين، وذلك وفقًا لتصريحات خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين نقلتها شبكة “NBC نيوز”.

الضربة الأمريكية على إيران.. تقييم جديد يغير مفهوم “التدمير الكامل”
الضربة الأمريكية على إيران.. تقييم جديد يغير مفهوم “التدمير الكامل”

تخطط لضربات أوسع داخل إيران

التقييم الذي عرضته إدارة ترامب أمام مشرعين أمريكيين ومسؤولين في وزارة الدفاع ودول حليفة، أشار إلى أن أحد المواقع الثلاثة دُمّر وأُعطل العمل فيه فعليًا، بينما يمكن لإيران إعادة تشغيل الموقعين الآخرين خلال فترة قصيرة إذا رغبت في ذلك.

وبحسب المصادر، كانت القيادة المركزية الأمريكية تخطط لضربات أوسع داخل إيران تشمل ثلاثة مواقع إضافية ضمن عملية تمتد لأسابيع، إلا أن الرئيس دونالد ترامب رفض هذه الخطة مفضلًا تنفيذ ضربة محدودة، خوفًا من التورط في صراع مفتوح وعدد كبير من الضحايا، رغم اطلاعه على تفاصيل الهجوم الموسع.

في المقابل، وصف ترامب العملية بأنها “نجاح عسكري باهر” وأكد في خطاب له أن منشآت التخصيب الإيرانية الرئيسية “دُمرت بالكامل”.

الأضرار الحقيقية قد تكون أقل مما أُعلن

لكن تقييمات الإدارة أشارت إلى أن الأضرار الحقيقية قد تكون أقل مما أُعلن، مع استمرار عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية لتحليل النتائج بشكل أدق.

في السياق، لمّحت واشنطن وتل أبيب إلى إمكانية تنفيذ ضربات إضافية إذا لم تعد إيران إلى طاولة المفاوضات، أو إذا ثبت سعيها لإعادة بناء المنشآت المستهدفة.

من جانبها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي أن العملية “مطرقة منتصف الليل” دمّرت قدرات إيران النووية بالكامل، بينما اعتبر المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أن مصداقية الإعلام المعارض للإدارة باتت “مدمرة مثل منشآت إيران النووية”.

الضربات دفنت معظم اليورانيوم المخصب تحت الأنقاض

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن الضربة بطائرات “بي-2” وقنابل خارقة للتحصينات من طراز “جي بي يو 57” عطلت منشأة فوردو لعامين، وهي مدة أطول مما أُعلن سابقًا.

وفي إحاطة مغلقة، أكد مدير الـCIA جون راتكليف أن منشأة نطنز تحديدًا “تحتاج سنوات لإعادة بنائها”، مشيرًا إلى أن الضربات دفنت معظم اليورانيوم المخصب تحت الأنقاض، مما سيصعّب على طهران استئناف أنشطتها.

كما أظهرت التقييمات أن الدفاعات الجوية الإيرانية تعرضت لأضرار جسيمة، مما جعلها عاجزة تقريبًا عن صد أي هجمات مستقبلية، وفق ما صرح به مسؤولون أمريكيون للبيت الأبيض.