أشار البروفيسور الإسرائيلي أمازيا برعام، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بجامعة حيفا، إلى أن التعاون الأمني بين إسرائيل وسوريا يواجه تحديات كبيرة بعد أحداث السويداء، موضحًا أن “العقبة الدرزية” أصبحت أكثر تعقيدًا، وفقًا لما ذكرته صحيفة “معاريف” العبرية.

مقال له علاقة: ترامب يغادر قمة الـ7 ويعود إلى واشنطن الليلة بسبب أحداث الشرق الأوسط
الأزمة تعكس صورة “سوريا ما بعد الأسد”
ورأى برعام أن هذه الأزمة تعكس الوضع الراهن في “سوريا ما بعد الأسد”، حيث يسعى الرئيس السوري أحمد الشرع للتقرب من الغرب ومن إسرائيل، مما قد يفتح المجال لتنسيق مشترك ضد حزب الله.
مقال له علاقة: روسيا تlaunch هجومًا غير مسبوق بـ479 طائرة مسيرة على أوكرانيا في ليلة واحدة
ومع ذلك، أكد برعام أن خيارات إسرائيل تظل محدودة، فلا يمكنها احتلال الجنوب السوري في ظل استمرار حربها المفتوحة في غزة، لذا دعا إلى تدخل إسرائيلي “محدود ومدروس” في تلك المنطقة.
واعتبر برعام أن الحل السياسي ينبغي أن يبدأ بترتيب حكم ذاتي محدود للدروز، يتضمن انسحاب الجيش السوري بالكامل من مناطقهم، مع السماح بدوريات شرطية مسلحة تسليحًا خفيفًا، يشارك فيها شباب دروز يرتدون زي الشرطة الموحد، مما يسهم في تهدئة الأوضاع وتعزيز سلطة دمشق من وجهة نظره.
اختبار لإسرائيل
وصف برعام الأزمة بأنها “اختبار حقيقي” لإسرائيل، متسائلًا: هل ستواصل تل أبيب بناء علاقات مع الشرع، أم ستتعامل معه كما تعاملت مع يحيى السنوار وتسعى لإسقاطه؟
وأكد أن الإجابة عن هذا السؤال ستحدد مستقبل العلاقة مع الدروز وتحدد موقع إسرائيل في المعادلة الإقليمية
جذور الأزمة
وفيما يتعلق بأسباب الأزمة، أوضح برعام أن الفجوة مع الدروز تعود إلى رفضهم تسليم أسلحتهم للنظام ورفضهم وجود وحدات عسكرية سورية في مناطقهم، خصوصًا في السويداء، وتساءل برعام عما إذا كان الشرع هو من أصدر أوامر المجازر بحق الدروز، أم أن قواته تصرفت بشكل منفلت، مما يعني أنه لا يملك السيطرة الكاملة على الجيش
وفي كل الأحوال، بحسب برعام، فإن السيناريوهات كلها “سيئة لإسرائيل والدروز معًا”.
سوريا المقسمة
شرح برعام خريطة السيطرة في سوريا كما يراها الإسرائيليون:
الساحل العلوي تحت سيطرة الجولاني.
الشمال تحت السيطرة التركية.
المنطقة الكردية في شمال شرق سوريا خارجة عن سيطرة النظام.
أما الجنوب من دير الزور حتى الجولان فهو مزيج من القوات والمليشيات، وبرأيه، يواجه الشرع تحديات متعددة مع كل منطقة.
مشرط لا مطرقة
اختتم برعام بالدعوة لاعتماد سياسة “المشرط الجراحي” في التعامل مع سوريا، مع التنسيق مع إدارة ترامب للتهديد بإعادة فرض العقوبات إذا لم يغير الشرع من موقفه.