مجازر وتهجير قسري لعشرات العائلات في ريف السويداء وفقًا لوكالة الأنباء السورية

شهد ريف السويداء خلال الأيام الأخيرة موجة من النزوح والتهجير القسري لعشرات العائلات من عشائر البدو، نتيجة اعتداءات قامت بها مجموعات مسلحة خارجة عن القانون استهدفت السكان ومنازلهم، مما أدى إلى وقوع ضحايا وإصابات، بالإضافة إلى ارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين.

مجازر وتهجير قسري لعشرات العائلات في ريف السويداء وفقًا لوكالة الأنباء السورية
مجازر وتهجير قسري لعشرات العائلات في ريف السويداء وفقًا لوكالة الأنباء السورية

وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن هذه المجموعات حاصرت عددًا من القرى والمزارع في الريف الشرقي للمحافظة، وارتكبت أعمال قتل وسلب ونهب، مما أجبر السكان على مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان، في ظل غياب تام لأي حماية رسمية.

الدكتور محمد عثمان: رهانات النظام السوري فشلت

وفي تعليق على تطورات الأزمة، قال الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، إن الوضع في السويداء خرج تمامًا عن السيطرة بعدما فشلت رهانات النظام السوري على استثمار الانفراجة في العلاقات مع الولايات المتحدة.

وأشار عثمان في تصريحات خاصة لموقع “نيوز رووم”، إلى أن انحياز مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصالح دمشق، جاء على أمل أن يُستخدم لحسم ملف الدروز وتجريد إسرائيل من ورقة ضغط أساسية.

وأوضح عثمان أن النظام السوري كان يأمل في التوصل إلى اتفاق يُنهي التوتر في الجنوب، ويفتح الباب أمام تفاهمات أوسع مع واشنطن، إلا أن التدخل الإسرائيلي قطع الطريق على هذه المناورة، حيث استخدمت تل أبيب ملف الدروز كورقة ضغط استراتيجية، لفرض شروطها الأمنية الخاصة، وعلى رأسها نزع سلاح الجنوب السوري.

وأشار إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع بات يواجه اليوم مفترق طرق حاسم، يتمثل في أحد خيارين: إما الانخراط في حوار وطني شامل يعيد توحيد مكونات المجتمع السوري، أو المضي في سياسة التصعيد تجاه الأقليات، مما سيمنح إسرائيل ذريعة لتكثيف تدخلاتها، ويفتح الباب أمام نزعات انفصالية تهدد بتفكك الدولة السورية بالكامل

الرئاسة الروحية للدروز: السويداء منطقة منكوبة

وفي سياق متصل، وصفت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز محافظة السويداء بأنها “منطقة منكوبة”، وذلك عقب الهجوم الدموي الأخير الذي أودى بحياة العشرات من المدنيين، معلنة الرئاسة الحداد العام، مطالبة باتخاذ خطوات عاجلة لتخفيف معاناة السكان.

وقال الشيخ أبو سلمان حكمت الهجري، في بيان نشره موقع “أخبار السويداء”، إن “القلوب مكسورة والدموع لم تجف”، في إشارة إلى حجم الكارثة الإنسانية، واصفًا الهجوم بـ”العمل الإرهابي الجبان” الذي استهدف مدنيين عزّل، مضيفًا: “لقد ارتقى إخوتنا شهداء على أرض طاهرة، بوحشية لا يُقدم عليها إلا من فقد إنسانيته”

وأكد البيان أن الجريمة ستظل جرحًا مفتوحًا في قلب السويداء، لكنها لن تنال من عزيمة أبنائها، بل ستزيدهم تمسكًا بصمودهم وكرامتهم، ودعا إلى التكاتف المجتمعي والوقوف إلى جانب أسر الضحايا، مع احترام أجواء الحداد وتقليل الزيارات في هذه المرحلة، لإتاحة المجال أمام العائلات لاحتواء المأساة، ولتمكين فرق التوثيق والإغاثة من أداء مهامها.

وطالب الهجري بفتح الطرق المؤدية إلى المناطق الكردية لتسهيل إيصال المساعدات، وناشد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التدخل لفتح معبر حدودي بين السويداء والأردن، نظرًا لأهمية ذلك من الناحية الإنسانية في ظل تفاقم الأزمة.

واختُتم البيان بدعوة المجتمعين المحلي والدولي إلى التحرك العاجل لدعم أهالي السويداء، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتسهيل تواصل المحافظة مع العالم الخارجي في هذه الظروف الاستثنائية.