أوضح الباحث السياسي السوري في شؤون الحركات المتطرفة عبد الرحمن ربوع، أن المواجهات الأخيرة في محافظة السويداء جنوب سوريا تمثل تطورًا خطيرًا في الأحداث، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المحافظة اضطرابات منذ تولي الحكومة الانتقالية مهامها في دمشق.

اقرأ كمان: اتفاق وقف النار ينهار في السويداء بعد ساعات من إعلانه وإسرائيل تهدد بالتصعيد
وأضاف ربوع في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم”، أن الاشتباكات الطائفية والقبلية التي اندلعت مؤخرًا بين الدروز والبدو تأتي كامتداد لصراعات قديمة تتعلق بمناطق الرعي والزراعة، مشيرًا إلى أن هذه الصدامات تطورت في ظل تفكك مؤسسات الدولة ووجود فلول النظام السابق المتورطين في تجارة المخدرات وتهريب البشر في السويداء.
كما أشار إلى أن الوضع أصبح أكثر توترًا مع قيام الدروز بخطف وقتل عدد من أبناء البدو ردًا على توقيف الحكومة لأفراد من الطائفة الدرزية، مما دفع البدو بدورهم إلى الرد بالسلاح، وأكد أن كلا الطرفين مسلحان، حيث يحتفظ الدروز بترسانة كبيرة من الأسلحة تعود إلى حقبة النظام السابق.
وكشف ربوع أن الأيام الأخيرة شهدت العثور على مخازن صواريخ وأسلحة متطورة في السويداء، ما يظهر أن هذه الترسانة تصلح لتشكيل ميليشيا مسلحة أو حتى نواة لجيش، وليس فقط للدفاع الشخصي، وفقًا لتعبيره، كما أعرب عن شكوكه في قدرة الحكومة الانتقالية على جمع السلاح الثقيل من أيدي المسلحين في المحافظة.
شوف كمان: حزب الله يفكر في «تقليص سلاحه جزئياً» بسبب الضغوط الأمريكية المتزايدة
وفيما يتعلق بالتدخل الإسرائيلي، أشار ربوع إلى أن “الدروز استنجدوا بإسرائيل التي استجابت بالفعل، وقصفت مواقع في السويداء ودمشق، بما في ذلك رئاسة الأركان والقصر الجمهوري، مما أجبر الجيش السوري على الانسحاب والقبول بوقف إطلاق النار”.
وأوضح أن اتفاقًا وُقِّع مؤخرًا بوساطة عربية وتركية بين الحكومة الانتقالية السورية وإسرائيل، نصّ على منع دخول الجيش والأمن إلى السويداء وترك إدارتها محليًا بشكل ذاتي، بالإضافة إلى حل بعض القضايا مثل تبادل الأسرى والسماح بنقل الجثث.
وفيما يخص مصير البدو في السويداء، قال ربوع إن المسألة ما تزال عالقة، حيث يوجد حي كامل مخصص للبدو لم يتضح بعد إن كانوا سيعودون إليه أم لا، معبرًا عن خشيته من أن يكون التهجير القسري هو الخيار الوحيد المطروح، مشيرًا إلى أن “ما وقع بحق البدو يعطي انطباعًا بأن هناك رغبة لدى بعض الدروز في إخلاء السويداء من كل من هو غير درزي، سواء كان مسلمًا أو عربيًا أو بدويًا”، حسب وصفه.