صرح الدكتور نزار نزال، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، في حديث خاص لموقع “نيوز رووم”، بوجود نقاشات داخل بعض الأوساط والنخب السياسية الإسرائيلية حول احتمال سحب القوات من داخل قطاع غزة، في إطار خطة تهدف لإعادة ترتيب الأوراق وإعادة تأهيل القوات.

شوف كمان: إيران بعد الضربات الأميركية صراعات داخلية وتساؤلات حول مستقبل خامنئي
جيش منهك يملؤه الإحباط
أوضح نزال أن الجيش الإسرائيلي يواجه في الوقت الحالي حالة “ترهل واضحة”، حيث تزايدت مؤشرات التململ والإحباط بين الجنود وقادة المؤسسة العسكرية، مما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى والجرحى خلال الأسابيع الأخيرة.
وأشار إلى أن “هذه المؤشرات تعكس حاجة إسرائيل الملحة إلى هدنة مؤقتة، قد تمتد إلى ستين يومًا، لإعادة تنظيم صفوف جيشها المنهك”، مؤكدًا أن هذا التوجه يحظى بدعم من مستويات سياسية وعسكرية عليا داخل الدولة العبرية.
وأضاف نزال أن هناك خلافات عميقة داخلية بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية بشأن إدارة العمليات داخل غزة، وهو ما زاد من التوتر الداخلي وأدى إلى تراجع ثقة الجمهور الإسرائيلي بقدرة الجيش على تحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها استعادة الأسرى بالقوة.
كما أشار إلى أن استمرار تشييع الجنائز وسقوط الجنود بشكل متكرر يشكل ضغطًا كبيرًا على الشارع الإسرائيلي، مما يدفع المستوى السياسي إلى إعادة النظر في استراتيجية العمليات، بما في ذلك خيار الانسحاب المؤقت من القطاع لتقليل الخسائر وإعادة التقييم.
تقدم في مفاوضات الدوحة
ذكرت صحيفة “زمان يشيع” أن عائلات الأسرى تلقت رسائل مشجعة من مصادر أمريكية خلال الساعات الماضية، تفيد بوجود تقدم ملموس في مفاوضات الصفقة الجارية في قطر.
ومن المتوقع، حسب التقرير، أن يتوجه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الدوحة مطلع الأسبوع القادم لاستكمال تفاصيل الاتفاق، إذا لم تطرأ تغييرات طارئة على المفاوضات.
تفاؤل حذر من حماس: الخرائط الإسرائيلية “خطوة إيجابية”
في سياقٍ مشابه، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مسؤول رفيع في حركة حماس قوله إن “الخرائط الجديدة التي قدمتها إسرائيل تمثل خطوة إيجابية”، مشيرًا إلى أنها تتضمن انسحابًا أوسع من شريط موراغ.
مقال له علاقة: إسرائيل تستعد لاحتجاز جماعي في غزة مع إعادة فتح منشآت الاعتقال من قبل الجيش
وأضاف المسؤول أن هذه الخرائط قد تسهم في تهيئة مناخ سياسي للوصول إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى وأن تفاصيل كثيرة ما زالت قيد النقاش.
من جهته، عبّر آدم بولر، المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، مدعومًا بضغط مباشر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
قال بولر: “لم يكن هناك وقت أفضل من الآن، إسرائيل تقدم تنازلات مهمة في موضوع الخرائط، لكن حماس لا تزال متصلبة، نحن أقرب من أي وقت مضى، وإن لم يتحقق الاتفاق فالسبب سيكون عناد حماس”.