اعتبرت صحيفة التلجراف البريطانية أن اكتشاف أجهزة الأمن في المملكة المتحدة لشبكة تجسس روسية مؤخراً يعكس تصعيداً في السياسة الروسية تجاه بريطانيا، التي أصبحت هدفاً مركزياً للكرملين، بل قد تكون الهدف الأول بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا.

اقرأ كمان: مشاهير عرب يعلنون دعمهم للتطبيع مع إسرائيل بعد أزمة فجر السعيد
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن موسكو تسعى من خلال هذا الاستهداف إلى تقويض الدعم العسكري البريطاني لأوكرانيا، وزعزعة الاستقرار الداخلي عبر حملات تضليلية وتخريبية، بالإضافة إلى شن هجمات إلكترونية مكلفة.
وسلط التقرير الضوء على سلسلة من الهجمات التي استهدفت البنية التحتية ومراكز النقل في بريطانيا وأوروبا، والتي كانت مرتبطة بنقل مساعدات إلى كييف، حيث يُرجح أن يكون عملاء المخابرات الروسية وراء حريق مستودع في لندن والهجوم على مركز شركة DHL في برمنجهام.
فرض عقوبات على جواسيس لصالح روسيا
وفي سياق متصل، فرضت لندن عقوبات على عدد من المتورطين في أنشطة تجسس لصالح روسيا، واعتبرت التلجراف ذلك جزءاً من مواجهة شاملة لـ”الحرب السياسية” التي تشنها موسكو.
وأضافت الصحيفة أن ستة مواطنين بلغاريين أُدينوا في وقت سابق من هذا العام بتهم تتعلق بالتجسس لصالح روسيا داخل المملكة المتحدة وخارجها.
وأشارت الصحيفة إلى أن التهديدات الروسية لم تقتصر على التجسس، بل شملت أيضاً محاولات اغتيال على الأراضي البريطانية، حيث نُسبت ست محاولات أو عمليات اغتيال إلى جهاز المخابرات العسكرية الروسي منذ تولي الرئيس فلاديمير بوتين الحكم.
وفي إطار الحرب الإعلامية، ذكرت التلجراف أن موسكو استغلت الصراع في غزة عام 2023، من خلال “جيش من الحسابات الوهمية” على وسائل التواصل الاجتماعي لتضخيم الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، في محاولة لإثارة الفتنة داخل بريطانيا والتأثير على توجهات الحكومة.
مواضيع مشابهة: قاذفة الشبح الأمريكية التي تدمر المنشآت النووية الإيرانية، ما الذي تعرفه عنها؟
دعوة لتعزيز ردع روسيا
في المقابل، شددت الصحيفة الإنجليزية على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية البريطانية، خاصة في مجالي الأمن السيبراني والاستخبارات، رغم الكلفة العالية لذلك.
ونقلت عن رئيس جهاز MI5، كين ماكالوم، أنه اضطر مؤخراً إلى تقليص جهود مكافحة الإرهاب بهدف التصدي للتهديدات المتصاعدة من روسيا ودول أخرى.
وختمت التلجراف بتأكيد أن “الدفاع وحده لم يعد كافياً”، داعية إلى تبني استراتيجية هجومية تُحمّل المخابرات الروسية وأجهزة الكرملين “ثمناً باهظاً” لما وصفته بالهجمات الخفية.
كما نقلت عن الخارجية البريطانية إشارتها إلى أن لندن “ترد على الهجمات الروسية من وراء الكواليس”، واصفة ذلك بأنه مؤشر على وجود “إرادة للردع والمواجهة”.