أعلنت هيئة مراقبة الطيران الروسية “روسافياتسيا”، اليوم السبت، تعليق جميع رحلات الوصول والمغادرة في مطار فنوكوفو بالعاصمة موسكو، وذلك إلى حين التأكد من سلامة المجال الجوي عقب حادث أمني جديد.

ممكن يعجبك: بعد سحب واشنطن لموظفي سفارتها.. العراق يؤكد عدم وجود تهديد للبعثات
وكان رئيس بلدية موسكو، سيرجي سوبيانين، قد أوضح في وقت سابق أن الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من إسقاط طائرة مسيّرة كانت تتجه نحو العاصمة، مشيراً عبر تطبيق “تليجرام” إلى أن “قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرة مسيّرة خلال هجوم على موسكو، وقد توجهت فرق الطوارئ إلى موقع سقوط الحطام للقيام بمهامها”.
مقال له علاقة: تفاصيل عملية «شبكة العنكبوت» الأوكرانية بعد 18 شهراً من التخطيط
روسيا تهدد بريطانيا بمصير أوكرانيا
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة التليجراف البريطانية أن الكشف الأخير عن شبكة تجسس روسية في المملكة المتحدة يمثل تصعيداً في السياسة الروسية تجاه لندن، التي أصبحت وفق التقرير “هدفاً رئيسياً للكرملين، وربما الهدف الأول بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا”.
وأفادت الصحيفة بأن موسكو تحاول من خلال هذا التصعيد تقويض الدعم العسكري البريطاني لأوكرانيا وزعزعة الاستقرار الداخلي في بريطانيا، عبر حملات تضليلية وهجمات إلكترونية وتخريبية، مشيرة إلى سلسلة اعتداءات استهدفت البنية التحتية ومراكز النقل المرتبطة بتقديم الدعم لكييف.
ورجّح التقرير أن يكون عناصر من الاستخبارات الروسية وراء حادث حريق في أحد مستودعات لندن، والهجوم على منشأة تابعة لشركة DHL في برمنجهام.
في الإطار ذاته، فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على عدد من الأفراد المتورطين في أنشطة تجسس لصالح موسكو، في ما وصفته الصحيفة بأنه جزء من رد شامل على “حرب سياسية” تشنها روسيا ضد الغرب.
وأشارت “التلجراف” إلى أن التهديد الروسي لا يقتصر فقط على عمليات التجسس، بل يشمل أيضاً محاولات اغتيال على الأراضي البريطانية، حيث نُسبت ست عمليات أو محاولات اغتيال إلى جهاز المخابرات العسكرية الروسي منذ وصول فلاديمير بوتين إلى الحكم.
وفي إطار المواجهة الإعلامية، كشفت الصحيفة أن روسيا استغلت الحرب في غزة عام 2023، عبر نشر محتوى مضلل من خلال “جيش من الحسابات الوهمية” على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تضخيم الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، وإثارة الانقسام داخل المجتمع البريطاني، والتأثير على سياسات الحكومة.
وفي ختام تقريرها، دعت “التلجراف” إلى تعزيز الردع البريطاني في مواجهة التهديدات الروسية، من خلال الاستثمار في الأمن السيبراني والاستخبارات، رغم ما يتطلبه ذلك من تكاليف باهظة.
ونقلت عن مدير جهاز الاستخبارات الداخلية MI5، كين ماكالوم، قوله إنه اضطر مؤخراً إلى تقليص موارد مكافحة الإرهاب للتفرغ لمواجهة التهديدات المتزايدة من روسيا ودول أخرى.
وختمت الصحيفة بالتحذير من أن “الدفاع وحده لم يعد كافياً”، داعية إلى استراتيجية هجومية تستهدف تحميل أجهزة المخابرات الروسية ثمناً باهظاً، بينما أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن لندن “ترد على الهجمات الروسية خلف الكواليس”، ما اعتُبر مؤشراً على “إرادة واضحة للردع والمواجهة”.