تعتبر مسألة التعليم من أبرز القضايا التي تشغل بال الطلاب وأولياء الأمور، خاصة بعد أن أقر مجلس النواب رسميًا تعديل قانون التعليم، ومع هذا التغيير الجذري في نظام التعليم الثانوي، تزايدت التساؤلات حول طبيعة كل نظام وتأثيره على مستقبل الطلاب الأكاديمي والجامعي.

من نفس التصنيف: مجلس الشباب المصري يطلق برنامجًا وطنيًا لتعزيز الشفافية في رصد الانتخابات
في هذا التقرير، نقدم لزوار موقع «نيوز رووم» مقارنة شاملة بين الثانوية العامة والبكالوريا 2026، تتناول المحتوى الدراسي لكل نظام، وعدد المواد الدراسية، والفرص المتاحة للامتحان، وغيرها من التفاصيل المهمة.
الفرق بين الثانوية العامة والبكالوريا 2026
تتضح تفاصيل الفرق بين الثانوية العامة والبكالوريا 2026 كما يلي.
من المتوقع أن يبدأ تطبيق نظام البكالوريا المصرية مع بداية العام الدراسي 2025-2026، ليشمل طلاب الصف الأول الثانوي الجدد، وسيتم تنفيذ النظام بالتوازي مع الثانوية العامة التقليدية، حيث يُسمح للطالب باختيار المسار التعليمي الذي يناسبه، دون أي توجيه إلزامي من المدرسة.
نظامان.. وفلسفتان مختلفتان
تعتبر الثانوية العامة نموذجًا تقليديًا في التعليم، يعتمد بشكل رئيسي على الحفظ والاسترجاع، حيث يخضع جميع الطلاب لاختبارات موحدة على مستوى الجمهورية، وتُحدد فرصهم الجامعية بناءً على نتيجة واحدة في نهاية العام، دون مراعاة لجهودهم خلال المراحل الدراسية.
أما البكالوريا، فهو نظام يركز على تنوع المسارات الدراسية وإتاحة فرص متعددة لتحسين درجات الطالب، مما يمنحه أكثر من محاولة لبناء مستقبله الأكاديمي بشكل مرن، وحسب ما أعلنته وزارة التربية والتعليم، يتكون هذا النظام من مرحلتين: تمهيدية وأخرى أساسية، حيث تُوزع المناهج الدراسية على الصفين الثاني والثالث الثانوي بدلاً من تركيزها في عام دراسي واحد
يرتكز نظام البكالوريا المصرية على تنمية مهارات التفكير التحليلي والابتكار، مع الاعتماد على مشروعات طويلة الأمد تُراكم على مدار السنوات الدراسية، ويتم تقييم الطالب من خلال منهج مستمر يمنحه فرصًا متعددة لإثبات قدراته بعيدًا عن امتحان واحد فاصل.
الفرق بين الثانوية العامة والبكالوريا 2026.
المحتوى الدراسي للنظامين
في الثانوية العامة، يُلزم الطالب بدراسة مجموعة محددة من المواد تختلف حسب التخصص، سواء كان علميًا (رياضيات أو علوم) أو أدبيًا، ضمن مناهج ثابتة تُصمم أساسًا لخدمة نموذج الامتحان النهائي، دون التوسع في التفكير أو البحث خارج الإطار المقرر.
بينما يعتمد نظام البكالوريا المصرية على تعدد المسارات التخصصية، حيث يُمنح الطالب حرية اختيار المجال الذي يتوافق مع ميوله، من مجالات مثل: (علوم الحياة والطب، الهندسة وعلوم الحاسب، إدارة الأعمال، أو الآداب والفنون)
يشهد المحتوى الدراسي تغييرات مرحلية من عام لآخر خلال المرحلة الثانوية، إذ تُوزع المواد بشكل متوازن عبر الصفوف الثلاثة، مع استبعاد بعض المواد من المجموع الكلي، وإدراج أخرى لدعم المهارات دون التأثير على التقييم النهائي.
نظام التقييم
يمنح كل طالب فرصة متابعة مجاله المفضل، بينما يعتمد نظام الثانوية العامة التقليدي على اختبار نهائي موحد في الصف الثالث الثانوي، يُعتبر المعيار الوحيد لتقييم الطالب، دون احتساب المشروعات أو الأنشطة، حيث يُحدد مستقبل الطالب بناءً على مجموع درجاته في هذا الامتحان فقط، والذي يبلغ إجمالياً 320 درجة.
يتميز نظام البكالوريا بالتقييم المستمر الذي يمتد على مدار عامين دراسيين، حيث يبلغ المجموع النهائي 700 درجة، موزعة بالتساوي بين المشروعات، الأنشطة، الاختبارات القصيرة، والامتحانات النهائية، كما يضمن النظام عدم وجود ضغوط الامتحان الوحيد، إذ تُعقد الامتحانات في نهاية كل عام على شكل دورين، لتُحسب النتائج ضمن المجموع النهائي.
التقدم لأداء الامتحان لأول مرة يكون مجانياً، بينما تُفرض رسوم على المحاولات اللاحقة وفقًا لقرار يصدر عن وزير التربية والتعليم، بحيث لا تتجاوز قيمة الرسوم 200 جنيه لكل مادة في كل محاولة، ويُسمح للوزير، بعد موافقة مجلس الوزراء، بزيادة هذه الرسوم تدريجياً، على ألا تتعدى الرسوم الإجمالية 400 جنيه للمادة الواحدة.
في خطوة تعليمية جريئة وغير مسبوقة منذ سنوات طويلة، أقر مجلس النواب إدخال نظام البكالوريا المصرية كبديل تدريجي للنظام التقليدي للثانوية العامة، مما يفتح المجال لنقاش واسع على المستويين المجتمعي والتربوي حول الفروقات بين النظامين وتأثيرهما على مستقبل الطلبة.
التنسيق بالنظامين
في الثانوية العامة، تعتمد فرص الطالب في الالتحاق بالجامعة بشكل كامل على مجموع درجاته النهائي، الذي يُعد العامل الأساسي في تحديد مسار القبول ضمن التنسيق الجامعي.
بينما في البكالوريا، يتأسس القبول الجامعي على تقييم شامل يشمل ملف الطالب الكامل، متضمناً المشروعات التي نفذها، المهارات التي اكتسبها، والتخصصات التي اختارها، وليس فقط على الدرجات النهائية.
مواضيع مشابهة: استعداد جميع المرافق وجهات محافظة القاهرة لإجازة عيد الأضحى المبارك
الفرق بين الثانوية العامة والبكالوريا 2026.
مدة الدراسة بالنظامين
يركز نظام الثانوية العامة التقليدي على تقييم أداء الطالب في عامه الدراسي الأخير فقط، وهو الصف الثالث الثانوي، بينما يقدم نظام البكالوريا المصرية إطارًا تقييمياً يمتد على مدار عامين متتاليين، يشمل الصفين الثاني والثالث الثانوي، ما يتيح متابعة مستمرة لتقدم الطالب.
عدد المواد الدراسية
في النظام التقليدي للثانوية العامة، يُلزم الطالب بدراسة 11 مادة موزعة بين الصفين الثاني والثالث الثانوي، بينما في نظام البكالوريا يقتصر الطالب على دراسة 6 مواد رئيسية فقط، إلى جانب مادة التربية الدينية التي تُضاف إلى المجموع الكلي.
فرص الامتحان والتحسين
يُمنح الطالب في نظام الثانوية العامة فرصة واحدة لأداء الامتحان الأساسي، مع إمكانية تقديم دور ثانٍ يحتسب بنصف الدرجة فقط، بينما في نظام البكالوريا المصرية، تتوفر فرص متعددة للامتحان في كل مادة، ويتم احتساب أعلى درجة يحققها الطالب لضمان تقييم أدائه بأفضل صورة ممكنة.
تغيير المسار التعليمي
في نظام الثانوية العامة، يكون اختيار التخصص نهائيًا ولا يمكن للطالب تعديله بعد الاعتماد، بينما يتيح نظام البكالوريا للطلاب إمكانية التنقل بين المسارات المختلفة، بشرط استكمال بعض المواد الإضافية المطلوبة لهذا التغيير.
نظم الشعب أو المسارات
يقسم نظام الثانوية العامة الطلاب إلى ثلاث تخصصات رئيسية هي: (العلمي علوم، العلمي رياضيات، والأدبي)، بينما يتبع نظام البكالوريا نهجًا أكثر تخصصًا عبر أربعة مسارات مختلفة تشمل (الطب وعلوم الحياة، الأعمال، الهندسة وعلوم الحاسب، بالإضافة إلى الآداب والفنون)
اللغة الأجنبية الثانية
في نظام الثانوية العامة، لا تُحتسب اللغة الأجنبية الثانية ضمن المواد المؤثرة في المجموع النهائي للطالب، بينما في نظام البكالوريا المصرية، تُدرج هذه المادة كجزء تخصصي ضمن مسار الآداب والفنون، مع إمكانية اختيارها بدلًا من مادة علم النفس.