يرى خبراء ومحللون أن تهديدات أوروبا لإيران بتفعيل “آلية الزناد” وإعادة فرض العقوبات الدولية تعكس “مخالب بلا أنياب”، حيث يشيرون إلى أن تأثير هذه العقوبات يظل محدودًا للغاية مقارنة بالعقوبات الأمريكية، خاصة مع السيطرة الكاملة للرئيس دونالد ترامب على الملف النووي وتجاهله لدور دول “الترويكا” الأوروبية.

مقال له علاقة: تفاصيل جديدة حول مقترح وقف إطلاق النار في غزة
العقوبات الأمريكية الأشد وقعًا على طهران
وقد أكد الخبراء أن العقوبات الأمريكية أثبتت على مدار السنوات الماضية أنها الأكثر تأثيرًا على طهران، والأكثر قدرة على إعاقة اقتصادها، بينما تفتقر أوروبا إلى أدوات ضغط حقيقية يمكن أن تدفع إيران لتقديم تنازلات.
مقال له علاقة: رسم مسيء يثير الفوضى في إسطنبول ويؤدي للاشتباكات والاعتقالات وتوقف صحفيين في تركيا | فيديو
وحذر وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا مؤخرًا، خلال اجتماعهم مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من أن عدم إحراز تقدم في المفاوضات قد يدفعهم لتفعيل آلية العقوبات، لكن مصادر دبلوماسية أوضحت أن تأثير هذا التهديد محدود، خاصة مع إدراك طهران لعدم امتلاك أوروبا لأدوات ضغط فعالة.
ويعتقد الخبراء أن طهران لم تعد تولي اهتمامًا كبيرًا للتهديدات الأوروبية، حيث تعتبر أن العقوبات الأمريكية وحدها القادرة على إحداث تأثير حقيقي، وأكدوا أن أوروبا أثبتت فشلها في لعب دور مؤثر منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، كما أن تباين مواقف دول القارة العجوز أضعف قدرتها على التحرك بشكل موحد.
حرب الـ12 يومًا
وأشار المحللون إلى أن الأوروبيين فقدوا صلاحيات فعلية في الملف الإيراني منذ أن همّشهم ترامب، حتى أن واشنطن لم تمنحهم دور الوسيط في أي من جولات المحادثات غير المباشرة مع طهران التي توسطت فيها سلطنة عمان.
وأوضحوا أن إيران أصبحت تدرك تمامًا أن الرهان على أوروبا خاسر، وأن واشنطن وحدها تمتلك أوراق اللعبة، معتبرين أن المشاركة الأوروبية في المفاوضات لم تعد سوى مضيعة للوقت.
طهران تدرك جيدًا حجم الدور الأوروبي مع إدارة ترامب، حيث كانت تحاول تعزيز وجود الأوروبيين في المباحثات التي جرت بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية قبل حرب الـ12 يومًا، لكنها لم تجد لذلك أي فائدة أو تأثير على الطرف الذي بيده كافة أوراق اللعبة، مما جعل الدور الأوروبي بلا قيمة أو تأثير، وأصبح من الواضح لطهران أن التعامل مع الأوروبيين في ظل عدم سماح ترامب بذلك ليس سوى مضيعة للوقت.