سوزي الأردنية ليست الوحيدة.. حسين حجاج يتصدى للابتذال الفني

رغم هدوئه المعروف في الأعمال الدرامية، اختار الفنان أن يكون صوته صريحًا ومباشرًا حينما يتعلق الأمر بما يعتبره “انهيارًا في الذوق العام، وتجاهلًا للمجتهدين، وتكريسًا لثقافة التريند والتفاهة”.

سوزي الأردنية ليست الوحيدة.. حسين حجاج يتصدى للابتذال الفني
سوزي الأردنية ليست الوحيدة.. حسين حجاج يتصدى للابتذال الفني

خلال الأشهر الأخيرة، شنّ الفنان حسين حجاج عدة هجمات علنية عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ضد شخصيات عامة وفنية ومؤثرين، اعتبرهم رموزًا لما وصفه بـ”السطحية التي اجتاحت الإعلام والفن المصري”، وكان من أبرز من طالتهم انتقاداته: الفنان محمد رمضان، والبلوجر الأردنية سوزي، وعدد من صنّاع المحتوى الذين تصدّروا المشهد دون مؤهلات حقيقية، على حد وصفه

هجوم على محمد رمضان

في واحدة من أكثر تصريحاته حدّة، وجّه هجومًا لاذعًا على الفنان محمد رمضان، وذلك عقب ظهوره بملابس جريئة أثارت الجدل خلال حفله الأخير في الولايات المتحدة الأمريكية.

وعبر مقطع فيديو بثه على صفحته الرسمية، عبّر حجاج عن استيائه مما وصفه بـ”تشويه صورة مصر أمام العالم”، متسائلًا عن معايير من يُمثّل البلاد في الخارج.

وقال حسين حجاج بانفعال شديد: “مصر أم الدنيا اللي أنجبت المنسي، زويل، أبو تريكة، حسن شحاتة، ويطلع واحد فلس يضيع كل التاريخ ده… ده يمثل مصر؟! يلبس كده زي الراقصات؟!”

ووصف الفنان حسين حجاج رمضان بأنه “مُحدث نعمة”، وأن سلوكه — بحسب تعبيره — لا يليق برجل أو فنان يحمل لقب “نمبر وان” ويدّعي تمثيل مصر في الخارج، كما حمّله جزءًا من المسؤولية عما وصفه بـ”تفشي ظاهرة البلطجة في الشارع المصري”، مشيرًا إلى تأثير بعض الأعمال الفنية التي تمجد العنف وتروج لصورة غير واقعية عن الشباب المصري.

سخرية من “نجومية التفاهة”

ولم تكن انتقادات حسين حجاج حكرًا على الفنانين المعروفين، بل طالت أيضًا عددًا من مشاهير السوشيال ميديا، ففي منشور أثار ضجة، هاجم حجاج مشاركة البلوجر الأردنية سوزي، والبلوجر المصري مؤمن، في العرض الخاص لفيلم “الشاطر” إلى جانب الفنانة هنا الزاهد، معتبرًا أن هذا النوع من “المجاملات الإعلامية” يُقصي الفنانين الحقيقيين لصالح من وصفهم بـ”صنّاع الضجيج”.

ونشر الفنان حسين حجاج صورة تجمع الشخصيات الثلاث وعلّق عليها بعلامة “X”، قائلًا: “ضيعنا عمرنا في التعليم، وشغل بـ3000 جنيه، وفي الآخر الشهرة بتروح لناس تافهة! واحدة شتمت أبوها على لايف وبقت مشهورة!”

وأضاف في لهجة غاضبة: “أنا مش ضدها، أنا ضد المجتمع اللي بيكافئ قلة الأدب ويدوس على المجتهدين، امشي غلط تنجح، هو ده شعار المرحلة؟!”

وقد أثار منشوره تفاعلًا واسعًا، حيث انقسمت الآراء بين مؤيدين يرون أن حجاج يعبّر بلسان شريحة كبيرة من الفنانين والمثقفين، وبين معارضين اعتبروا أسلوبه هجوميًا وقد يحمل نبرة شخصية.

نبرة احتجاج على تهميش الموهبة وغياب المعايير

بشكل عام، يرى حسين حجاج أن هناك انهيارًا في القيم الفنية والمهنية، حيث أصبحت “التريندات” تحكم معايير الشهرة والنجاح، لا الموهبة أو الجهد أو الدراسة الأكاديمية، ورغم الانتقادات الموجهة إليه بسبب حدة تصريحاته، فإن الكثيرين يرون أنه يسلّط الضوء على قضية حقيقية تؤرق الوسط الفني، وهي تراجع الذوق العام واحتلال محتوى خفيف أو صادم لمساحات كانت مخصصة سابقًا للفن الراقي والمُلتزم.

حسين حجاج لا يدّعي البطولة، لكنه يرفض الصمت، وبينما يختار بعض الفنانين تجنّب الخوض في المعارك الجدلية على السوشيال ميديا، قرر هو أن يواجه، ويقول ما يراه بصراحة دون تجميل.