أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية بأن إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا اتفقت على استئناف المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد تحذيرات الدول الأوروبية الثلاث من أن عدم استئناف المفاوضات قد يؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران.

مواضيع مشابهة: الجيش الإسرائيلي ينشر فيديوهات لتدمير الدفاع الجوي الإيراني
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله: “تم الاتفاق من حيث المبدأ على إجراء المحادثات، ولكن لا تزال المشاورات جارية لتحديد الزمان والمكان، ولم يُحسم بعد اختيار الدولة التي ستستضيف الجولة المقبلة من المحادثات، والتي قد تعقد الأسبوع المقبل”
أمريكا وأوروبا تمهل إيران حتى نهاية أغسطس للتوصل لاتفاق نووي
وكانت تقارير قد أشارت إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا اتفقت الأسبوع الماضي على تحديد نهاية أغسطس كموعد نهائي فعلي للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول هذا الموعد، تعتزم الدول الأوروبية الثلاث تفعيل آلية “الزناد”، التي تنص على إعادة فرض جميع العقوبات التي كانت قد رُفعت عن إيران بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، بحسب ما نقلته تقارير إعلامية.
واشنطن تتحكم بالمشهد.. لماذا لا تخاف إيران من تهديدات أوروبا؟
رأى خبراء ومحللون أن تهديدات أوروبا لإيران بتفعيل “آلية الزناد” وإعادة فرض العقوبات الدولية تمثل “مخالب بلا أنياب”، مشيرين إلى أن تأثير هذه العقوبات محدود للغاية مقارنة بالعقوبات الأمريكية، خصوصًا مع استحواذ الرئيس دونالد ترامب على القرار في الملف النووي وتجاهله لدور دول “الترويكا” الأوروبية.
العقوبات الأمريكية الأشد وقعًا علي طهران
وقال الخبراء إن العقوبات الأمريكية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أنها الأشد وقعًا على طهران والأكثر قدرة على شل اقتصادها، بينما تفتقر أوروبا إلى وسائل ضغط حقيقية يمكن أن تدفع إيران لتقديم تنازلات.
وحذر وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا مؤخرًا، خلال اجتماع مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من أن عدم إحراز تقدم في المفاوضات قد يدفعهم لتفعيل آلية العقوبات، ولكن مصادر دبلوماسية أكدت أن تأثير هذا التهديد محدود، خاصة مع إدراك طهران أن أوروبا لا تملك أدوات ضغط فاعلة.
اقرأ كمان: انفتاح إسرائيلي لإنهاء الحرب وبدء مفاوضات مع حماس
ويرى الخبراء أن طهران لم تعد تأبه بالتهديدات الأوروبية، معتبرين أن العقوبات الأمريكية هي وحدها القادرة على إحداث تأثير حقيقي، وأكدوا أن أوروبا أثبتت فشلها في لعب دور مؤثر منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وأن تعدد مواقف دول القارة العجوز أضعف قدرتها على التحرك الموحد.