بابا الفاتيكان ينتقد العنف في الحرب على قطاع غزة

أدان البابا ليون الرابع عشر، بابا الفاتيكان، اليوم الأحد، استمرار الهمجية في الحرب العدوانية على قطاع غزة، مجددًا دعوته لوقف فوري لاستخدام القوة العشوائية والعودة إلى المسار السلمي، وذلك بعد أيام من القصف الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة كاثوليكية في غزة، ما أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين.

بابا الفاتيكان ينتقد العنف في الحرب على قطاع غزة
بابا الفاتيكان ينتقد العنف في الحرب على قطاع غزة

وقال البابا في ختام صلاة التبشير الملائكي من الفاتيكان: “أكرر ندائي بضرورة إنهاء هذه الحرب الهمجية، والسعي الجاد نحو حل سلمي لهذا النزاع المأساوي”

وكانت بطريركية اللاتين في القدس قد أعلنت في 17 يوليو الجاري عن مقتل ثلاثة مدنيين نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مجمع كنيسة “العائلة المقدسة” في مدينة غزة، وذلك في حوالي الساعة 10:20 صباحًا بالتوقيت المحلي، موضحة أن المجمع كان يؤوي نحو 600 نازح، بينهم أطفال وذوو احتياجات خاصة

وفي بيان شديد اللهجة، وصفت البطريركية القصف بأنه انتهاك صارخ لكرامة الإنسان، مؤكدة أن استهداف مكان مقدس يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا يمثل خرقًا فاضحًا لقدسية الحياة وحرمة أماكن العبادة.

العدوان الإسرائيلي على غزة

تزامنًا مع ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ غاراته العدوانية على مناطق متفرقة من القطاع، حيث أفاد مصدر طبي في غزة بسقوط 62 شهيدًا، بينهم 58 كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية، نتيجة قصف شمال غربي مدينة غزة، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة نقص الغذاء والدواء.

وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن حصيلة ضحايا الحرب منذ 7 أكتوبر 2023 بلغت 58,895 شهيدًا، و140,980 مصابًا، من بينهم أكثر من 900 قتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، كما توفي 71 طفلًا جراء الجوع وسوء التغذية، في ظل حصار خانق دخل يومه الـ140، ويهدد حياة مئات الآلاف من السكان.

حماس: الاحتلال يستخدم المساعدات أداة قتل جماعي

من جانبها، نددت حركة حماس بالمجزرة المتعمدة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين جائعين عند نقطة توزيع مساعدات قرب منطقة زيكيم شمال القطاع، والتي أسفرت عن أكثر من 60 شهيدًا وعشرات الجرحى.

وقالت الحركة في بيان عبر قناتها على “تلغرام”: “ما يحدث في غزة جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، تُستخدم فيها وسائل القتل والتجويع والتعطيش كأدوات للتطهير العرقي”، محمّلة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عمّا وصفته بـ”جرائم الحرب المتواصلة”

وتساءلت الحركة: “أين ضمير العالم من موت أكثر من 70 طفلًا بسبب الجوع؟ وكيف يُسمح ببقاء آلاف الأطنان من المساعدات مكدّسة خلف معبر رفح، بينما يموت السكان جوعًا وعطشًا ومرضًا؟”

ودعت إلى تحقيق دولي عاجل في آلية توزيع المساعدات، والتي اعتبرتها “مشبوهة ومتحوّلة إلى وسيلة قتل ممنهج”، مطالبة الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية بالتحرك الفوري لفك الحصار، وتقديم الدعم اللازم لسكان القطاع.

تصعيد ميداني وتحضيرات لاجتياح دير البلح

وفي سياق متصل، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر بإخلاء عدة مربعات سكنية في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة دير البلح، تمهيدًا لتوسيع عملياته البرية في المنطقة.

ووفق بيان المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستعد للتوغل في مناطق لم تُنفذ فيها عمليات ميدانية سابقًا، داعيًا السكان للانتقال إلى “المنطقة الإنسانية” في المواصي.

الجدير بالذكر أن دير البلح كانت من أبرز مناطق اللجوء الداخلي في القطاع، حيث ضمت آلاف النازحين، فضلًا عن مستشفى شهداء الأقصى ومخيم اللاجئين، ما يُثير المخاوف من موجة جديدة من الضحايا مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.