شن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، سلسلة من الغارات الجوية والمدفعية العنيفة التي استهدفت المناطق الجنوبية والغربية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع تقدم آلياته العسكرية نحو شارع صلاح الدين، الذي يُعتبر الشريان الرئيسي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه.

مواضيع مشابهة: بريطانيا تحذر من استمرار حظر إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
القصف طال كامل امتداد المنطقة الواقعة جنوب دير البلح
وأفادت تقارير وسائل إعلام فلسطينية بأن القصف طال كامل امتداد المنطقة الواقعة جنوب دير البلح من شرقها إلى غربها، تحت غطاء من الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة.
مواضيع مشابهة: ترامب يثني على جهود أمير قطر ويؤكد عدم وجود إصابات في هجوم قاعدة العديد
وتقدمت القوات الإسرائيلية نحو منطقة “أبو هولي” على شارع صلاح الدين، مقابل دير البلح، بعد قصف مكثف استهدف مناطق شرق المدينة.
وتأتي هذه التحركات عقب إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء المناطق الجنوبية الغربية من دير البلح، التي كانت حتى الآن بمنأى عن التوغل البري، باستثناء أطرافها الشرقية، ما أثار مخاوف من نية الاحتلال فتح محور اجتياح جديد يمتد من شرق المدينة إلى غربها، في المنطقة التي سبق أن أقام فيها حاجز “أبو هولي” قبل انسحابه من غزة عام 2005.
شهداء ومصابين أثر الغارات الإسرائيلية
بالتوازي، شهدت مناطق متفرقة من القطاع غارات إسرائيلية دامية أسفرت عن استشهاد أكثر من 140 فلسطينياً، بينهم 103 أشخاص سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء شمال مدينة غزة وقرب مراكز توزيع المساعدات جنوب القطاع.
وتعد هذه الحصيلة الأحدث والأعلى في استهداف طالبي المساعدات، ليصل عدد القتلى في هذه الحوادث إلى أكثر من ألف فلسطيني، وفقاً لبيانات المكتب الإعلامي الحكومي، منذ بدء توزيع المساعدات عبر المراكز الأمريكية قبل نحو شهر.
«الهجرة الدولية»: 86% من غزة غير صالحة للحياة بفعل النزوح والقصف |فيديو
في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي، حذّرت منظمة الهجرة الدولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، مشيرة إلى أن العائلات الفلسطينية باتت مجبرة على التنقل نحو مناطق تزداد اكتظاظًا وتفتقر لأدنى مقومات الحياة، في ظل غياب أي مكان آمن داخل القطاع المحاصر.
العائلات تُجبر على النزوح
ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن تقرير صادر عن المنظمة، أن العائلات في غزة لم تعد تجد ملاذًا آمنًا من القصف، حيث تُجبر على التنقل المتكرر إلى مناطق محدودة المساحة، تعاني من كثافة سكانية شديدة وتدهور بيئي وصحي بالغ الخطورة، في ظل غياب خدمات أساسية مثل المياه، والصرف الصحي، والرعاية الطبية.
وأكدت منظمة الهجرة الدولية أن هذه التحركات القسرية تتم في ظروف شديدة القسوة، حيث يعاني السكان من نقص الغذاء، وانتشار الأوبئة، وانهيار البنية التحتية، ما يجعل كل تحرك نحو “مكان أكثر أمنًا” مجرد وهم لا أساس له على أرض الواقع.