ازدواجية أمريكية تجاه مواطنيها: صمت على قتل فلسطيني وتهديد لسوريا بشأن آخر

تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في تطبيق سياسة ازدواجية المعايير تجاه مواطنيها، خاصة في قضايا الاضطهاد أو القتل، حيث تختلف ردود فعل واشنطن بناءً على هوية الجاني وليس الضحية، فإذا تعرض مواطن أمريكي للاعتداء من قبل عربي، تتصاعد حدة الموقف الأمريكي بسرعة، وقد تستهدف الإدارة الأمريكية دولة بأكملها، أما إذا قُتل على يد إسرائيليين، فإن الصمت هو السمة الغالبة، مع تصريحات مقتضبة غالبًا ما تُدرج في سياق “التحقيقات الجارية”.

ازدواجية أمريكية تجاه مواطنيها: صمت على قتل فلسطيني وتهديد لسوريا بشأن آخر
ازدواجية أمريكية تجاه مواطنيها: صمت على قتل فلسطيني وتهديد لسوريا بشأن آخر

أحدث الأمثلة على ذلك جاء من المبعوث الأمريكي للمهام الخاصة ريتشارد جرينيل، الذي نشر على منصة “إكس” منشورًا يتحدث فيه عن المواطن الأمريكي حسام سرايا الذي قُتل بوحشية في سوريا، حيث قال جرينيل: “وصلتني للتو أخبار ومقاطع فيديو مروعة عن مواطن أمريكي سوري الأصل يُدعى حسام سرايا من أوكلاهوما، ويُقال إنه قُتل بوحشية في سوريا، وإنه درزي”.

المواطن الأمريكي السوري حسام سرايا، أضاف المبعوث الأمريكي أنه أبلغ مسؤولًا كبيرًا في وزارة الخارجية الأمريكية وعضوًا في الكونجرس للتحقق من الوقائع، داعيًا إلى الصلاة لعائلته، ووفقًا لما تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، كان سرايا مؤسس المدرسة السورية الافتراضية، وقد قُتل رفقة خمسة من أفراد أسرته في دوار تشرين بمدينة السويداء خلال أحداث دامية شهدتها المدينة مؤخرًا، حيث تشير صفحته على “فيسبوك” إلى أنه كان يقيم في أوكلاهوما، مما يتطابق مع ما أعلنه جرينيل.

فيما أشار المبعوث الأمريكي توم باراك إلى ضرورة محاسبة الحكومة السورية بسبب تلك الأحداث، في موقف رسمي بدا حاسمًا وسريعًا.

الصمت على مقتل مواطن أمريكي لأنه فلسطيني

على الجهة الأخرى، تبدو المقاربة الأمريكية مختلفة تمامًا عندما يتعلق الأمر بمواطن أمريكي آخر من أصل فلسطيني، يدعى سيف الله مسليت، الذي قُتل على يد مستوطنين إسرائيليين في بلدة سنجل شمال رام الله، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية وشهود عيان، حيث أكدت الصحة الفلسطينية في بيان أن الشاب، البالغ من العمر 20 عامًا، “استشهد بعد تعرّضه لضرب مبرح في كافة أنحاء جسده”، بينما وصفت بلدية سنجل الهجوم بأنه “همجي”، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة بالتزامن مع الهجوم، مما أعاق جهود المسعفين والمتطوعين.

وحسب إفادة صديق للعائلة لشبكة CNN، وُلد مسليت في تامبا بولاية فلوريدا وكان في زيارة لعائلته في الضفة الغربية منذ 4 يونيو الماضي.

عائلة سيف الله مسليت تطالب بمحاسبة قاتليه

عائلة الضحية طالبت وزارة الخارجية الأمريكية بفتح تحقيق فوري ومحاسبة الجناة، حيث أعربت في بيانها عن حزنها الشديد بسبب تعرض حبيبهم سيف الله مسليت للضرب المبرح حتى الموت أثناء حمايته لأرض عائلته من المستوطنين الذين حاولوا سرقتها، مؤكدين على ضرورة العدالة.

تجاهل الخارجية الأمريكية تجاه الحادث

لكن رد الخارجية الأمريكية اقتصر على تصريح مقتضب لشبكة CNN، حيث قالت إنها على علم بالتقارير، دون ذكر اسم الضحية، حيث أوضح المتحدث باسمها: “احترامًا لخصوصية الأسرة، ليس لدينا أي تعليق آخر في الوقت الحالي”، وبينما كان حسام سرايا موضوعًا لمداخلات دبلوماسية وتحركات أمريكية رسمية تصل إلى تهديد الحكومة السورية، لم يلق سيف الله مسليت المعاملة ذاتها، رغم أنهما يحملان الجنسية الأمريكية، مما يسلط الضوء على الازدواجية الأمريكية الواضحة في التعامل مع حقوق مواطنيها، تبعًا لهوية المعتدي والانتماء الجغرافي والسياسي.