أعربت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “أودري أزولاي” اليوم الثلاثاء عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من عضوية المنظمة، مشيرة إلى أن هذا القرار، رغم كونه مؤلمًا، لم يكن مفاجئًا، حيث كانت المنظمة قد استعدت له مسبقًا، وفقًا لما ذكرته وكالة “فرانس برس”.

مقال له علاقة: إسرائيل جاهزة للتفاوض على إنهاء الحرب خلال هدنة الـ60 يوماً
جاء الإعلان الرسمي عن القرار الأمريكي من الرئيس دونالد ترامب، الذي أكد انسحاب بلاده من المنظمة، مستندًا إلى ما وصفه بـ”التحيز المستمر ضد الولايات المتحدة وإسرائيل”، بالإضافة إلى ما سماه “أجندات صاخبة تتعارض مع المصالح الوطنية الأمريكية”، وذلك حسبما أفادت القناة السابعة العبرية.
مراجعة استمرت 90 يومًا
لم يكن قرار ترامب مفاجئًا داخل إدارته، حيث تم إجراء مراجعة داخلية استمرت ثلاثة أشهر منذ فبراير، تم خلالها فحص سلوك ومواقف المنظمة، مع التركيز على ما اعتبرته إدارة ترامب “تعبيرات معادية للسامية” و”مواقف عدائية تجاه إسرائيل”.
مواضيع مشابهة: إيلون ماسك يواصل هجومه على مشروع قانون ترامب “الضخم والجميل” ويصفه بـ “المجنون والمدمر”
كما عبر مسؤولون أمريكيون عن اعتراضهم على التوجهات الثقافية والاجتماعية التي تتبناها اليونسكو، خاصة فيما يتعلق بسياسات التنوع والمساواة والإدماج، معتبرين أنها لا تعكس ما يرونه توجهات “صحيحة” اختارها الشعب الأمريكي في الانتخابات الأخيرة.
إلى جانب ذلك، أعربت الإدارة عن قلق متزايد من ما وصفته بتنامي نفوذ الصين داخل المنظمة، إضافة إلى موقف اليونسكو الداعم للقضية الفلسطينية في العديد من الملفات.
البيت الأبيض يبرر الانسحاب من عضوية اليونسكو
وقالت آنا كيلي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب يستند إلى قناعة راسخة بأن اليونسكو لم تعد تخدم مصالح الولايات المتحدة.
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض: “الرئيس يضع أولويات الشعب الأمريكي فوق أي التزامات دولية، ولن يشارك في منظمات تتبنى مواقف تتعارض مع السياسات التي اختارها الناخبون الأمريكيون”.
سياق سياسي داخلي متوتر
تزامن هذا القرار مع سلسلة من التحركات المثيرة للجدل من قبل ترامب، الذي بدا وكأنه يسعى لصرف الأنظار عن قضايا داخلية شائكة، من أبرزها قضيته المرتبطة بجيفري إبستين، والتي أعادت وسائل الإعلام الأمريكية تسليط الضوء عليها.
في غضون 48 ساعة فقط، أطلق ترامب وابلًا من التغريدات والمنشورات عبر منصته “تروث سوشيال”، بدأت باتهامات ضد سامانثا باور، المديرة السابقة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مشككًا في مصادر ثروتها، ثم هاجم نادي واشنطن كوماندرز لكرة القدم، مهددًا بإلغاء صفقة بناء ملعب جديد ما لم يُغيّر الفريق اسمه إلى “واشنطن ريدسكينز”.
كما أعاد ترامب الحديث عن مزاعم “خيانة سياسية” تعود إلى عام 2016، واتهم إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بالضلوع في مؤامرة ضده، ونشر مقطع فيديو مزيف بالذكاء الاصطناعي يُظهر أوباما وهو يُعتقل داخل المكتب البيضاوي.
شملت منشوراته مقاطع فيديو مثيرة لا علاقة لها بالسياسة، مثل امرأة تلتقط ثعبانًا، وسيارة تتفادى حادثًا، وآخرين يستعرضون مهاراتهم بدراجات نارية وزلاجات مائية، في حملة بدت أقرب إلى استعراضات رياضية منها إلى رسائل سياسية.