استشهد شاب فلسطيني اليوم الأربعاء، نتيجة إطلاق نار مباشر من زوارق حربية إسرائيلية أثناء تواجده على شاطئ ميناء غزة، حيث كان الشاب يوثق لحظة عادية مع صديقه عبر هاتفه المحمول دون أن يحمل أي سلاح أو يشكل تهديدًا، وأفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بشكل مفاجئ ودون إنذار، مما أدى إلى إصابة الشاب بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى الميداني، حيث أعلن الأطباء عن وفاته متأثرًا بجراحه، وقد أثار الحادث حالة من الصدمة والغضب في صفوف أهالي غزة المتواجدين في الميناء، الذين أدانوا استهداف المدنيين في مناطق غير عسكرية.

اقرأ كمان: البابا ليون الرابع عشر يعين أول أسقف صيني بموجب اتفاق الفاتيكان 2018
تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
في سياق متصل كشفت مصادر طبية فلسطينية عن ارتقاء 51 شهيدًا بنيران الاحتلال في قطاع غزة منذ فجر اليوم، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل لها، وفي هذا السياق، قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن استهداف أكثر من 40 مؤسسة إنسانية ودولية في دير البلح، بما في ذلك مكاتب لمنظمة الصحة العالمية، يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان، مؤكدًا أن الهجمات طالت مخازن أدوية ومعدات طبية، مما أدى إلى إتلاف أجزاء حيوية منها، ما يعرقل قدرة المؤسسات على تقديم الرعاية الصحية في ظل ظروف إنسانية كارثية، مشيرًا إلى أن عددًا من العاملين في تلك المنظمات تم اعتقالهم، بينما تم إخلاء آخرين من مناطق القصف، ولا يزال آلاف النازحين محاصرين في تلك المنطقة تحت القصف ومنع المساعدات، مما يعكس حجم الانتهاك المنهجي.
شلّ المنظمات الإنسانية
وأوضح الشوا خلال مداخلة عبر شاشة “القاهرة الإخبارية”، أن هذا التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى شلّ قدرة المنظمات الإنسانية على العمل، في وقت يتعرض فيه قطاع غزة لمجاعة خانقة، مؤكدًا أن ما يجري هو تنفيذ لسياسة “التجويع” المحرّمة بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، مضيفًا أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ تدابير عاجلة للضغط على الاحتلال لوقف استهداف عمال الإغاثة والمنشآت الإنسانية، مشددًا على أن استمرار هذا النهج يفاقم الأزمة الصحية والمعيشية لسكان القطاع، خاصة في المناطق التي يُفرض عليها الإخلاء القسري.
مقال له علاقة: واشنطن تعلن عن اعتقال قيادي بارز في داعش خلال عمليات مميزة في العراق وسوريا
مجاعة الشعب الفلسطيني
وأشار الشوا إلى أن العاملين في هذه المؤسسات هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وقد طالتهم المجاعة التي تنهش أجساد المواطنين، بمن فيهم الأطفال، حيث يُعاني أكثر من 900 ألف طفل من سوء تغذية بدرجات متفاوتة، بينهم 70 ألف طفل بحالة شديدة، و3 آلاف طفل في وضع خطير يُهدد حياتهم، كما كشف عن وجود 55 ألف امرأة حامل في غزة، منهن 11 ألف حالة مهددة، مما يعكس حجم الكارثة الصحية المتصاعدة.
معاناة من آثار جسدية
وأوضح “الشوا” خلال مداخلة مع الإعلامية لبنى عسل، ببرنامج “الحياة اليوم” المذاع عبر قناة “الحياة”، اليوم، أن نحو 700 ألف طفل فلسطيني يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية، وأن ما لا يقل عن 3,500 طفل منهم يواجهون خطرًا حقيقيًا على حياتهم نتيجة حرمانهم من الغذاء والرعاية الصحية الأساسية، مشيرًا إلى أن جميع الأطفال في القطاع يعانون من آثار جسدية واضحة بسبب الجوع الشديد، في ظل غياب حليب الأطفال والمكملات الغذائية الضرورية.