في خطوة تتجاوز كل المعايير الإنسانية والأخلاقية، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي وجود أزمة إنسانية في قطاع غزة، مدعيًا أن الصور ومقاطع الفيديو التي توثق معاناة الأطفال الفلسطينيين من الجوع وسوء التغذية “مفبركة”، وفقًا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، وادعى تحقيق منسق أعمال حكومة الكيان الصهيوني أن بعض الصور التي تُظهر أطفالًا يعانون من الهزال ليست من غزة، بل تعود لأطفال في اليمن، مما يعكس محاولة واضحة لتقويض مصداقية التقارير الإنسانية المتداولة على نطاق واسع.

شوف كمان: أبو عبيدة: العدوان الإسرائيلي على إيران بسبب دعم طهران للمقاومة في فلسطين
نفي المجاعة رغم منع إدخال المساعدات في غزة
يأتي هذا النفي في وقت تواصل فيه إسرائيل بشكل رسمي منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، حيث صرح وزير المالية الإسرائيلي، اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بوضوح أنه “لن يسمح بإدخال حبة قمح إلى غزة”، مدعيًا أن “تجويع سكان غزة هو فعل عادل وأخلاقي”، بينما ذهب وزير الأمن القومي، اليمين المتشدد إيتمار بن غفير، إلى أبعد من ذلك، قائلًا إنه “لا يجوز إطعام الأعداء”، في إشارة مباشرة إلى المدنيين الفلسطينيين.
جيش الاحتلال يزعم: المساعدات الإنسانية ازدادت
ورغم هذه التصريحات الصادمة، ادعى جيش الاحتلال أن المساعدات الإنسانية ازدادت خلال الأسابيع الأخيرة، وأن ما يُتداول حول المجاعة هو “زائف”، حسب تعبيره، مضيفًا أن التفتيشات اليومية لا تُظهر مؤشرات على وجود أزمة غذاء، لكن الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة تمامًا، فقد أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، وفاة 21 طفلًا خلال 72 ساعة فقط نتيجة الجوع الحاد وسوء التغذية، وتزامن ذلك مع تحذيرات أممية من أن نحو 17 ألف طفل في القطاع باتوا على حافة الموت جوعًا، وسط استمرار القصف الإسرائيلي وتضييق الخناق على سكان غزة.
مواضيع مشابهة: عراقجي يؤكد استعدادهم لاستئناف المفاوضات بشرط تغيير ترامب للهجته غير المقبولة
الأمم المتحدة تشهد بوجود مجاعة غزة وتحذر من استمرارها
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة حاليًا “لا مثيل لها في التاريخ الحديث”، معبرًا عن صدمة المجتمع الدولي من حجم الكارثة الإنسانية، كما اتهمت الأمم المتحدة جيش الكيان الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف مدني منذ نهاية مايو الماضي، خلال تجمعات لتوزيع المساعدات، حيث قُتل معظمهم قرب مواقع تتبع لمؤسسة “غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، ورغم محاولات التستر والتشكيك، فإن مشاهد الأطفال الجائعين وجثث الضحايا تواصل فضح جرائم الاحتلال، في وقت يتنامى فيه الغضب الدولي والمطالبات بوقف الحرب وفتح ممرات إنسانية عاجلة.