أكد الدكتور المفكر السياسي المعروف، أن مصر تظل دولة ذات كاريزما تاريخية وجغرافية فريدة تجمع بين عبق الحضارات القديمة وروح العصر الحديث، مشيرًا إلى أن تأثيرها الإقليمي والدولي ينبع من تركيبتها المتجانسة، وقيمها الثقافية والدينية التي تقوم على التسامح وقبول الآخر

مقال له علاقة: سكرتير عام بني سويف يستعرض الوضع الفني الحالي لمعدات مصانع تدوير القمامة
وقال الفقي في تغريدة له عبر صفحته الرسمية بمنصة “إكس”: تمتعت مصر عبر تاريخها الطويل بكاريزما خاصة، فهي دولة يلتقى فيها التاريخ والجغرافيا، الزمان والمكان، كما أنها تضم خليطًا متجانسًا من السكان رغم تعدد مصادرهم وتباين أصولهم
تمتعت مصر عبر تاريخها الطويل بكاريزما خاصة، فهي دولة يلتقى فيها التاريخ والجغرافيا، الزمان والمكان، كما أنها تضم خليطًا متجانسًا من السكان رغم تعدد مصادرهم وتباين أصولهم، إنها دولة متميزة في شمال حوض النيل وشرقي حوض البحر المتوسط، كما أنها تمثل للعقل الغربي –….
ممكن يعجبك: المتحدث العسكري يعلن عن توقيع الكلية العسكرية اتفاقيتين مع شركتي MCS وE-FINANCE
— د.مصطفى الفقي (@DrMostafaElFeky).
وأضاف: إنها دولة متميزة في شمال حوض النيل وشرقي حوض البحر المتوسط، كما أنها تمثل للعقل الغربي – خصوصًا – أكبر شاهدٍ على تاريخ الإنسان وتجسد الروح الشرقية، فهي مصدر إلهام منذ بزوغ فجر التوحيد، فضلاً عن الميراث الحضاري الكبير الموجود فوق أرضها والمتراكم على تربتها، ممثلاً لرقائق من عصور تعاقبت لعل أبرزها الفرعوني والروماني واليوناني، فضلاً عن احتضانها للديانات السماوية وحفاوتها بالإسلام بعد المسيحية، حيث أفاق الوعي المصري دائمًا على منطق التعددية وقبول التنوع لشعب لا يعرف التعصب بطبيعته، ولا يتعاطى الرؤى العنصرية بل يؤمن بأنه سبيكة متجانسة ترتكز على قيم التسامح وحب الغير والحفاوة بالآخر
مصطفى الفقي: المصريون لا يتباهون بوطنهم من فراغ
وأردف: لذلك ولغيره أصبح لمصر مكانة دولية فريدة وأضحى موقعها متألقًا مع تعاقب الحضارات وتتابع الثقافات واستقرار الديانات، فإذا اتجهنا إلى وضعها الإقليمي فسوف نجد أنه قيادي في الحروب العادلة وريادي في صنع السلام والحفاظ عليه، وإذا كان البعض لا يدرك الدور الحقيقي لمصر فذلك لأنها دولة لا تجيد الصخب ولا تهوى الصراخ، إنما هي قابعة في سلام إلى جوار غيرها في الزاوية الشمالية الشرقية من القارة الإفريقية، وظلت كالعهد بها منارة للمعرفة وهادية للبصيرة وكاشفة للرؤية داعية إلى استقرار المنطقة وسلامها، سواء كان ذلك للشرق الأوسط أو غرب آسيا وشمال إفريقيا بشكل عام، وظلت الانتماءات المتعددة للسبيكة المصرية متاحة للجميع
وتابع الفقي: فكانت مصر بحق هي أرض اللجوء الإقليمي يسعى إليها كل من يطلب الحماية والأمان ويفر من الاضطهاد والطغيان، لجأت إليها العائلة المقدسة نتيجة بطش الحاكم الروماني، وظل مسار تلك الرحلة المباركة علامة مضيئة في تاريخ المسيحية الأولى، وهي ذاتها مصر التي استقبلت آل البيت في القرن الأول الهجري حتى أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من المكون الديني والاجتماعي للشخصية المصرية، ولابد أن أعترف هنا أن العرب عامة والمسلمين خاصة يدركون القيم الروحية للمزاج المصري العابر للأديان والمذاهب والمؤثر دائمًا في حياة مصر والمصريين الذين ارتبطوا بالنيل العظيم حيث تجسدت على ضفافه رموز الحضارات وبزغت شموس المعرفة
مصطفى الفقي: مصر لم تعرف التعصب واستقبلت العائلة المقدسة وآل البيت
وأكمل: وهنا استأذن القارئ للإشارة بإيجاز إلى ملاحظات ثلاث ترتبط بمصر مكانة ودورًا ومصيرًا، وأعني بها: أولاً: قد يكون المصريون متهمين بشيء من (الشيفونية) التي تجعل اعتزازهم بوطنهم مبالغًا فيه أحيانًا، والرد على ذلك هو أن حب المصريين لوطنهم ليس نتيجة نزعة عنصرية أو رؤية ذاتية، بل هو نتاج لقرون طويلة عرف فيها المصري أنماط الاختلاف من حوله رغم الاتفاق حوله فأطلق عليها الكثيرون أسماء متعددة في مقدمتها «أم الدنيا» و«المحروسة» و«الكنانة»، ولذلك ظل بريقها متوهجًا لا يخبو أبدًا رغم تعاقب الانتصارات والانكسارات، ورغم الظروف الدولية والاقتصادية الصعبة والمشكلات الإقليمية الحادة
وأشار: ثانيًا: إن مصر وعاء ثقافي بالدرجة الأولى لديها قوة جذب تلقائية لأصحاب الثقافات الأخرى وذوي المكانة الكبرى في عوالم الفكر والفن والفلسفة، فهي بحق حامية التراث ومجددة الإبداع والساعية دومًا إلى العمل المشترك والصيغة الجماعية للنهوض بالإقليم ومطاردة أعداء الحياة ومغتصبي الحقوق والمعتدين على القيم الإنسانية من سفاحي الدماء وقتلة الأطفال والنساء وهادمى المساكن على أصحابها، ولقد ظلت مصر دائمًا على عهدها لا تتغير ولا تتراجع أبدًا، ثالثًا: لا يجادل أحد في أن مصر دولة متميزة في إقليمها العربي وموقعها الإفريقي، فضلاً عن ومضات الإشعاع التي تنبعث من جوهرها كلما أظلمت الدنيا وتكاثرت السحب وتلبدت الغيوم، فمصر هي بحق حارسة الأمان وداعية السلام تتصرف دائمًا بوضوح وعلانية، ولا تلجأ إلى الالتواء مهما كانت التحديات والتضحيات والمصاعب
واختتم: لهذه الأسباب ولغيرها تظل مصر شمسًا لا تغيب ونورًا لا يختفي وضياءً لا يخبو، تزهو إقليميًا بعروبتها وتفاخر إسلاميًا بأزهرها وتتباهى في العالم بكنيستها الوطنية، وشعبها المتجانس المترابط الذي ينبذ الطائفية ويرفض العنصرية، ويقف بصلابة وقوة في مواجهة ما يحيط به من تحديات وعقبات، وهو في كل ذلك يؤمن بحق أن الدور الإقليمي للدولة المصرية هو ترجمة عملية لمكانتها الدولية وحركتها على مساحة واسعة من الجهد البناء والإسهام العادل في قضايا العصر ومشكلات المنطقة وأزمات الشرق الأوسط