انطلق اليوم الأربعاء اجتماع عسكري رفيع المستوى تحت قيادة الجنرال أليكسوس غرينكويش، القائد الأعلى لقوات التحالف في أوروبا، بهدف بحث سبل تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية عبر استخدام منظومات “باتريوت” وصواريخ متقدمة أخرى.

ممكن يعجبك: ترامب يعلن عن خطة لإعادة بناء الجيش الأمريكي بشكل غير مسبوق
ويعتبر هذا الاجتماع الأول من نوعه الذي يركز على أزمة نفاد الذخيرة وتراجع الإمدادات الغربية، في ظل تصاعد الضربات الروسية على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، حيث يشارك فيه ممثلون عن الدول التي تمتلك أنظمة “باتريوت” في محاولة لتسريع عمليات التمويل، وتبادل المخزون، وتعزيز الصناعة الدفاعية في دول الناتو.
لكن المحللين يرون أن الاجتماع لا يعكس تحولًا استراتيجيًا، بل يُظهر ارتباكًا غربيًا مستمرًا في إدارة الحرب التي امتدت لأكثر من ثلاث سنوات.
دعم مرتبك.. وتمويل أوروبي لمنظومات أمريكية
أشار المحللون إلى أن العواصم الغربية أصبحت تتخبط في تعاملها مع الأزمة، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إرسال منظومات “باتريوت” بتمويل أوروبي، مما يدل على رغبة واشنطن في تقليل التزاماتها المباشرة، ويُظهر أن الاجتماع يسير ضمن مسار يهدف إلى إطالة أمد الحرب بدلاً من حسمها، حيث بدأت بعض الدول بتوريد أسلحة متقادمة إلى كييف، كما فعلت أستراليا بإرسال دبابات أبرامز المتقاعدة.
شوف كمان: العراق يسجل أدنى مستويات احتياطيات المياه منذ 80 عاماً وسط أزمة جفاف حادة
وحذروا من أن هذا النهج يستهلك القدرات الدفاعية للدول المانحة، ويهدد أمنها القومي، خصوصًا في ظل تنامي التهديدات الروسية لمناطق مثل كالينينغراد.
كييف تختبر.. وموسكو تهدد
وأوضح المحللون أن كييف لجأت لمبادرات مثل “اختبر في أوكرانيا”، التي تتيح للدول تجربة أسلحتها على الجبهة، ما يعكس تراجع الموقف العسكري الأوكراني، والسعي لاستقطاب دعم خارجي جديد.
وأكدوا أن التصعيد لا يرتبط بتحرير أراضٍ، بل بصراع أوسع مع الغرب، مشيرين إلى أن روسيا باتت ترد على الضربات برسائل قوية مفادها: “إما الخضوع أو الزوال”
“باتريوت” ليست كافية.. وروسيا تملك اليد العليا
وصف الخبراء الاجتماع بأنه خطوة مهمة لكنها غير كافية، موضحين أن أي قرار لن يُحدث فرقًا دون تنازلات أمنية جدية من الدول المشاركة.
ولفتوا إلى أن قدرة الدفاعات الجوية تبقى محدودة أمام الأسلحة الروسية المتقدمة مثل صواريخ “كينغال” و”أوريشنيك”، مما يعني أن كييف ستظل معرضة لخسائر يومية رغم أي دعم غربي.
وأشاروا إلى أن تدفق الأسلحة قد يدفع روسيا لتوسيع نطاق هجماتها، بما في ذلك استهداف مراكز التخزين والتوزيع داخل أوكرانيا، مما ينذر بتعقيد الأزمة أكثر وزيادة التصعيد.