تواجه العاصمة الإيرانية طهران أزمة مياه غير مسبوقة تهدد مستقبل حوالي 15 مليون نسمة يعيشون في المدينة، مع تحذيرات رسمية من احتمال الحاجة لنقل مقر العاصمة إلى منطقة أخرى، وفقًا لما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.

من نفس التصنيف: واشنطن تطمئن طهران بأن الضربة انتهت ولا توجد نية لتغيير النظام الإيراني
حل طارئ
صرح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في تصريحات مثيرة للقلق، بأن “الوضع في طهران خطير للغاية، ولم يعد هناك فعليًا ما يكفي من المياه”، مشيرًا إلى أن خيار نقل العاصمة أصبح مطروحًا كحل طارئ في ظل تفاقم الأزمة البيئية.
كما أشار بزشكيان إلى أن الجفاف المستمر منذ سنوات ساهم بشكل مباشر في تفاقم هذه الأزمة، لكنه انتقد أيضًا السياسات الحكومية السابقة التي اعتبر أنها “تجاهلت مؤشرات الخطر لسنوات، حتى وصلنا إلى هذا المنعطف الحرج”.
أزمة مياه حادة
تشير التقارير الرسمية إلى أن إيران تواجه أزمة مياه حادة في أكثر من 20 محافظة من أصل 31، وأكدت وكالة “رنا” الإيرانية أن أحد أكبر خزانات المياه في البلاد مهدد بالجفاف الكامل خلال أقل من أربعة أسابيع، مما ينذر بكارثة بيئية وإنسانية.
تُعتبر أزمة المياه واحدة من أكثر التحديات إلحاحًا في إيران، في ظل تغيرات مناخية متسارعة، وتزايد سكاني، وسوء إدارة الموارد المائية على مدى عقود.
انخفضت مستويات المياه لأقل من 10 في المئة في سبعة خزانات بأنحاء البلاد، بينما أصبح 80 في المئة من الخزانات شبه فارغة.
يقول خبراء المناخ إن العودة لإمدادات المياه الطبيعية لن تكون ممكنة خلال الشهرين المقبلين حتى يخفف هطول الأمطار لاحقًا من الوضع.
وفقًا لوكالة الصحافةالفرنسية، فإن فكرة نقل العاصمة ظهرت في مناسبات مختلفة منذ قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عام 1979، وقد تم تأجيل المقترحات بهذا الشأن عدة مرات نظرًا لكونها غير واقعية بسبب العقبات المالية واللوجستية الكبيرة، إلا أن الرئيس بزشكيان أعاد إحياء هذا المقترح مجددًا.
مقال له علاقة: استعداد الديمقراطيين المبكر لمعركة البيت الأبيض الرئاسية
الجنة المفقودة عاصمة جديدة محتملة
المكان المحتمل الذي قد تُنقل إليه العاصمة هو مكران على الساحل، حيث وصف وزير الخارجية الإيرانية المدنية بأنها “الجنة المفقودة”، إذ قال: “الجنة المفقودة في مكران يجب أن تتحول إلى المركز الاقتصادي المستقبلي لإيران والمنطقة”
وأكد أن إيران ليس أمامها خيار سوى نقل المركز السياسي والاقتصادي للبلاد إلى الجنوب وبالقرب من البحر، خاصة وأن طهران تعاني من مشاكل أخرى بجانب شح المياه، مثل الانخسافات الأرضية واختناق المرور.
ومع ذلك، لم يلق هذا الطرح قبولًا من الكثيرين الذين يتمسكون بطهران كعاصمة نظرًا لأهميتها التاريخية والاستراتيجية، خاصة وأنها تمثل مركزًا سياسيًا وإداريًا وثقافيًا للبلاد منذ أكثر من قرنين.