أكد السفير يوسف مصطفى زادة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الأحاديث المتزايدة حول تقاعس مصر في مساعدة الشعب الفلسطيني الذي يواجه المجاعة، بالإضافة إلى الأعداد المتزايدة من الشهداء يوميًا أمام مراكز المساعدات، تستدعي توضيحًا جادًا، وأشار في تصريحاته لموقع نيوز روم إلى ضرورة فهم أن وزارة الخارجية أصدرت بيانًا للرد على هذه الاتهامات الموجهة لمصر، موضحًا أن الحملات التي تستهدف تشويه صورة مصر في دعم القضية الفلسطينية ليست جديدة، بل هي جزء من محاولات مستمرة منذ تأسيس الكيان الصهيوني، وتهدف إلى تقويض الدور المصري التاريخي والمحوري.

من نفس التصنيف: إيلون ماسك يطلق على قانون ترامب للضرائب وصف «الانتحار السياسي»
وشدد زادة على أن الحديث السائد حول إغلاق مصر لمعبر رفح هو تضليل متعمد، إذ يجب أن يكون المعبر مفتوحًا من الجانبين، المصري والفلسطيني، وأوضح أن الجانب الفلسطيني من المعبر تعرض للتدمير الكامل بفعل الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر عليه، وبالتالي فإن تحميل مصر مسؤولية هذا الإغلاق ليس دقيقًا.
كما أشار إلى أن مصر اضطرت لإصدار بيان رسمي ردًا على موجة من المقاطع المتداولة والممارسات غير المسؤولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحاول تصوير مصر كطرف في مؤامرة لتجويع الشعب الفلسطيني، وهو ما يعتبر أمرًا مرفوضًا بكل الأشكال والمجالات.
وأشاد السفير بالبيان الذي أصدرته الخارجية المصرية، مؤكدًا أنه جاء في توقيت حساس ويعبر عن توازن كبير، معبرًا عن أسفه لأن بعض الأصوات حاولت تحميل مصر مسؤوليات لا تتناسب مع واقع الأمور، مضيفًا أن حتى بيان الأزهر الذي تم سحبه لاحقًا كان نتيجة للضغط الإعلامي، ولكن في النهاية تم تصحيح المسار عبر موقف رسمي واضح من الدولة.
ختامًا، أكد السفير يوسف زادة أن مصر ستظل دائمًا في قلب القضية الفلسطينية، تدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وترفض أي مزايدات على مواقفها الثابتة.
الخارجية تستهجن الحملات المغرضة ضد دور مصر في دعم القضية الفلسطينية
وفي سياق متصل، أعربت وزارة الخارجية والهجرة عن رفضها واستنكارها للدعاية المغرضة التي تروجها بعض الجهات والتنظيمات بهدف النيل من الدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأكد بيان الخارجية أن الاتهامات التي تدعي مساهمة مصر في فرض الحصار على قطاع غزة أو منع دخول المساعدات الإنسانية هي إدعاءات باطلة تفتقر إلى المنطق والمصداقية، وتتناقض مع الجهود المصرية المستمرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
شوف كمان: نشأت الديهي: “كارثة” تصيب النظام الإيراني بسبب رسالة إسرائيلية
وأوضح البيان أن مصر لعبت، ولا تزال، دورًا محوريًا في جميع مسارات دعم الشعب الفلسطيني، بدءًا من العمل على التهدئة ووقف إطلاق النار، مرورًا بإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وانتهاءً بمبادرات إعادة الإعمار التي نالت دعمًا عربيًا ودوليًا واسعًا.
وشددت الخارجية المصرية على أن القاهرة لم تغلق معبر رفح في أي وقت، محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن استمرار إغلاق المعبر من الجانب الفلسطيني، حيث تفرض سيطرتها عليه وتمنع دخول المساعدات وعبور المدنيين.
وأضاف البيان أن الجهات التي تقف وراء هذه الادعاءات تهدف إلى خلق حالة من البلبلة وفقدان الثقة بين الشعوب العربية، وتحويل الأنظار عن المسؤول الحقيقي وراء الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.
كما دعت مصر إلى ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الشائعات والأكاذيب التي يتم الترويج لها ضمن حملات حرب نفسية تستهدف ضرب وحدة الموقف العربي وإحباط الشعوب، مؤكدة التزامها الثابت بمواصلة جهودها من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين، وتحقيق المصالحة الداخلية، وإطلاق عملية سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للشرعية الدولية.