حماس تعتبر اعتراف فرنسا بدولة فلسطين خطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة

أعربت حركة المقاومة الفلسطينية حماس عن ترحيبها بإعلان الرئيس الفرنسي عزمه الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر المقبل.

حماس تعتبر اعتراف فرنسا بدولة فلسطين خطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة
حماس تعتبر اعتراف فرنسا بدولة فلسطين خطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة

اعتراف فرنسا بدولة فلسطين تطور إيجابي نحو تحقيق العدالة

وفي بيان رسمي، وصفت حركة حماس هذه الخطوة بأنها تطور إيجابي نحو تحقيق العدالة وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير، داعية الدول الأوروبية إلى السير على خطى فرنسا، ومؤكدة تمسكها بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تكون القدس عاصمتها.

في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي حادًا ورافضًا، إذ شن قادة سياسيون في تل أبيب هجومًا عنيفًا على ماكرون وقراره، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن الاعتراف بدولة فلسطينية هو “مكافأة للإرهاب” ويشكل “منصة لإبادة إسرائيل”، مشيرًا إلى احتمال تحول الدولة الفلسطينية إلى “وكيل جديد لإيران”، كما وصف غزة حاليًا، مدعيًا: “الفلسطينيون لا يريدون دولة إلى جانب إسرائيل بل بدلاً منها”

بينما اعتبر وزير الخارجية جدعون ساعر أن أي دولة فلسطينية ستكون بالضرورة دولة حماس، بينما وصف وزير العدل ياريف ليفين قرار ماكرون بأنه “دعم مباشر للإرهاب” و”وصمة عار في تاريخ فرنسا”.

أما وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، فزعم أن الخطوة تعزز من دافع إسرائيل لضم الضفة الغربية بالكامل، ودفن ما وصفه بـ’الوهم الخطير’ المتعلق بإقامة دولة فلسطينية إرهابية.

وتزامن التصعيد الإسرائيلي مع إقرار الكنيست، الأربعاء، نصًا غير ملزم يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ما يعكس توجهًا رسميًا نحو توسيع سيطرة تل أبيب على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولم يقتصر الانتقاد لقرار ماكرون على الائتلاف الحاكم في إسرائيل، بل شمل المعارضة كذلك، حيث وصف رئيس وزراء الاحتلال السابق نفتالي بينيت الاعتراف المرتقب بأنه “انهيار أخلاقي”، فيما اعتبر أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أن القرار يعد “مكافأة للإرهاب وتشجيعًا لحماس”.

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة موقفًا متشددًا من الخطوة الفرنسية، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة إن واشنطن تعارض بشدة خطة ماكرون، واصفًا إياها بأنها “متهورة” وتخدم مصلحة حركة حماس، حيث كتب روبيو عبر منصة “إكس”: “هذا القرار لا يخدم سوى دعاية حماس ويعوق فرص السلام”

ماكرون يدافع: الاعتراف بدولة فلسطين ضرورة لتحقيق سلام عادل

من جانبه، دافع الرئيس الفرنسي عن توجهه، مؤكدًا أن بلاده لطالما التزمت بالسعي لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وكتب عبر منصتي “إكس” و”إنستجرام”: “لقد قررت أن تعترف فرنسا رسميًا بدولة فلسطين، وسأعلن ذلك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة”

وأشار ماكرون إلى أن الأولوية في الوقت الراهن هي إنهاء الحرب في غزة وضمان دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين، إلى جانب الإفراج عن الرهائن، وشدد على أن الحل الشامل يجب أن يشمل نزع سلاح حركة حماس وتأمين القطاع وإعادة إعماره.

انقسام دولي واسع حول القرار

ورغم اعتراف أكثر من 140 دولة حول العالم رسميًا بدولة فلسطين، فإن إسرائيل والولايات المتحدة لا تزالان ترفضان مثل هذه الخطوة، معتبرتين أن الاعتراف ينبغي أن يكون ضمن تسوية شاملة تأتي نتيجة لمفاوضات مباشرة.

وقد أثار الإعلان الفرنسي المرتقب جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية الدولية، حيث وصفه بعض القادة الأوروبيين بأنه “خطوة جريئة” تدعم مسار السلام، بينما رآه آخرون مخاطرة دبلوماسية قد تساهم في زيادة التوتر وتعقيد الوضع الإقليمي.

ويُعد توجه فرنسا نحو الاعتراف الرسمي بفلسطين تحولًا ملموسًا في مواقف بعض الدول الغربية من القضية الفلسطينية، إلا أنه يفتح في الوقت ذاته بابًا لتوترات جديدة في العلاقات بين باريس وواشنطن، بينما يعتبره البعض دعمًا لحقوق الفلسطينيين المشروعة، يرى آخرون أنه قد يكرّس الانقسام ويعرقل فرص الحل السياسي.