أكد نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي أن لقاءً مطولًا وجادًا عُقد مع المدراء السياسيين لمجموعة الترويكا الأوروبية “فرنسا، ألمانيا، بريطانيا” تناول مستقبل الاتفاق النووي والتطورات المتعلقة برفع العقوبات.

من نفس التصنيف: بريطانيا تفرض 137 عقوبة جديدة على قطاعي الطاقة والنفط في روسيا
الخارجية الإيرانية توجه انتقادات حادة للدول الأوروبية بشأن العدوان على طهران
وأشار غريب آبادي إلى أن كلا الطرفين حضر إلى المحادثات بمقترحات واضحة ومحددة تمت مناقشتها بشكل تفصيلي، وتم الاتفاق على مواصلة المشاورات في الفترة المقبلة.
وأضاف نائب وزير الخارجية الإيراني أن الوفد الإيراني وجه انتقادات حادة لمواقف الدول الأوروبية الثلاث فيما يتعلق بالعدوان على إيران، كما شرح المواقف الرسمية لبلاده بشأن تفعيل “آلية الزناد” والضغوط الغربية المرتبطة بها.
وشدد على أن المباحثات شملت أيضًا آخر المستجدات في ملف العقوبات المفروضة على طهران، بالإضافة إلى الجوانب المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي الذي يُنتظر أن ينتهي رسميًا في أكتوبر القادم.
وفد الترويكا الأوروبية في إسطنبول لمناقشة الاتفاق النووي
وكان وفد دبلوماسي رفيع من الدول الأوروبية الثلاث قد وصل إلى القنصلية الإيرانية في إسطنبول اليوم الجمعة بهدف إجراء مشاورات مع نظرائهم الإيرانيين حول إمكانية استئناف المسار النووي المتعثر.
وتسعى الدول الأوروبية إلى إقناع طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات ضمن إطار “جدي وملزم”، وسط تحذيرات من أن الوقت يوشك على النفاد، وفقًا لما أفاد به أحد أعضاء الوفد الأوروبي، مشيرًا إلى أن فشل هذه الجولة قد يؤدي إلى إعادة تفعيل العقوبات الأممية المجمّدة بموجب اتفاق فيينا لعام 2015.
المطالب الأوروبية في المحادثات
تركزت مطالب الترويكا الأوروبية خلال اللقاء حول نقطتين رئيسيتين:
- السماح مجددًا لوكالة الطاقة الذرية الدولية بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية
- تقديم إيضاحات بشأن اختفاء نحو 400 كيلوجرام من اليورانيوم العالي التخصيب، عقب ضربة أمريكية استهدفت مواقع نووية إيرانية
وتأتي هذه المفاوضات بعد فترة قصيرة من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ما أضفى على اللقاء طابعًا أمنيًا بالغ الحساسية، في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة بإفشال أي عودة للاتفاق.
من جانبها، تواصل الحكومة الإيرانية التأكيد على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة، ولن تتنازل عن “حقها السيادي” في تخصيب اليورانيوم، حيث صرح وزير الخارجية عباس عراقجي، مشددًا على أن الشعب الإيراني لن يقبل بأي تنازلات في هذا المجال.
الضغوط الإقليمية والدولية وتأثيرها على المفاوضات
في السياق ذاته، أفاد تقرير بأن الدول الأوروبية بصدد منح إيران فرصة إضافية قبل أن تعود إلى فرض العقوبات بشكل كامل، بينما اعتبر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن الحديث عن تفكيك البرنامج النووي الإيراني “أمر غير واقعي”، واصفًا الضغوط الغربية بأنها “وهمية”.
وأشار إلى أن بلاده تواصل منذ أكثر من شهرين محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في محاولة لتخفيف العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني.
محلل سياسي: فرص ضئيلة لنجاح الاتفاق النووي وتحذير من تصعيد محتمل
من جانبه، رأى الباحث السياسي محمد العالم أن احتمالات التوصل إلى اختراق حقيقي في هذه الجولة ضعيفة، مرجعًا ذلك إلى تعنت الحكومة اليمينية في إسرائيل، التي لن تقبل بأي اتفاق يعيد إيران إلى الاتفاق النووي.
مواضيع مشابهة: الجيش الإسرائيلي يدعي مقتل قائد بارز في حزب الله بجنوب لبنان
وحذر من أن إسرائيل قد تلجأ إلى تحركات عسكرية استباقية تعيد إشعال التوتر في المنطقة، مشيرًا إلى أن غياب ضغوط دولية على تل أبيب، التي تمتلك ترسانة نووية خارج رقابة الوكالة الدولية، يضعف من مصداقية الموقف الأوروبي.
كما أوضح أن طهران تواجه ضغوطًا داخلية متزايدة، ما يصعّب عليها تقديم تنازلات دون أن تخاطر بخسارة دعمها الشعبي، خاصة أن البرنامج النووي بات جزءًا أساسيًا من الخطاب السياسي للنظام.
وخلص إلى أن أقصى ما يمكن تحقيقه في المرحلة الحالية هو اتفاق مؤقت هش، ما لم تتدخل القوى الكبرى لكبح جماح إسرائيل، وتقديم ضمانات لإيران بشأن حقها المشروع في تطوير برنامج نووي سلمي ضمن إطار معاهدة حظر الانتشار النووي.