أكد السفير الدكتور مصطفى الشربيني، رئيس بيت الخبرة الدولي للاستدامة، أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو التحول الأخضر رغم التحديات الاقتصادية الراهنة، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 تمثل خارطة طريق للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون وأكثر مرونة.

ممكن يعجبك: قصر بمليار جنيه.. هل أصبح الساحل الشمالي مقتصرًا على الأثرياء؟
كيف تقود مصر التحول الأخضر للطاقة وما تأثيره في ظل ارتفاع أسعار الطاقة
وفي تصريح خاص لـ”نيوز رووم”، قال الشربيني إن مشروعات كبرى مثل مجمع بنبان للطاقة الشمسية وتوسعات مشروعات الرياح والهيدروجين الأخضر تعكس وجود إرادة سياسية حقيقية، مؤكدًا أن التحول الأخضر لم يعد ترفًا بل ضرورة وجودية في ظل التغيرات المناخية وندرة الموارد.
تحديث البنية التحتية لاستيعاب الطاقة المتجددة
وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه مصر في هذا الملف تتمثل في الحاجة إلى تحديث البنية التحتية لاستيعاب الطاقة المتجددة وصعوبة الوصول إلى التمويل الأخضر، إلى جانب الفجوة في تأهيل الكوادر الفنية، مشددًا على أن الدولة بدأت فعليًا في معالجة هذه الملفات من خلال مشروعات ومبادرات وطنية متكاملة.
وأشار إلى أن البيئة التشريعية والتنظيمية تمثل ركيزة رئيسية لجذب الاستثمارات المناخية، داعيًا إلى تسريع إصدار تشريعات سوق الكربون وتفعيل أدوات مثل السندات الخضراء والمشتريات الحكومية البيئية، وربط مشروعات الطاقة بالبنية التحتية الخضراء.
وفيما يتعلق بالمشروعات الزراعية القومية، أوضح الشربيني أن مبادرات مثل “مستقبل مصر” و”الدلتا الجديدة” و”المليون ونصف فدان” تُعد جزءًا من خطة التكيف الوطني مع التغيرات المناخية، حيث تعتمد على تطبيق مفاهيم الزراعة الذكية مناخيًا والري الحديث والطاقة المتجددة وزراعة محاصيل مقاومة للجفاف والملوحة، وإنشاء أحزمة حراجية للحد من التصحر.
وأكد أن الزراعة الحراجية أو “Agroforestry” تمثل أداة فعالة لمواجهة آثار تغير المناخ وتساهم في تحسين إنتاجية المحاصيل وتقليل البصمة الكربونية، مشيرًا إلى أن الصحراء المصرية يمكن أن تتحول إلى سلة غذاء إقليمية بشرط الاعتماد على التخطيط العلمي والتقنيات الحديثة.
وأضاف أن هذه المشروعات باتت مؤهلة للحصول على تمويل دولي من الصناديق المناخية الكبرى مثل الصندوق الأخضر للمناخ ومبادرة الغذاء والماء، ضمن نتائج مؤتمر COP27، لافتًا إلى أنها تفتح آفاقًا لفرص عمل خضراء وتحد من الهجرة المناخية من الدلتا والصعيد.
ممكن يعجبك: عبدالله يقود وفد مصر في الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي
وفي تقييمه للدور الإقليمي لمصر في قطاع الطاقة، قال الشربيني إن مصر تتحول إلى مركز إقليمي للطاقة من خلال مشروعات الربط الكهربائي مع السعودية والسودان وقبرص واليونان، إلى جانب تصدير الغاز المسال من إدكو ودمياط وقيادتها لمنتدى غاز شرق المتوسط، مشددًا على أهمية ما أسماه “الدبلوماسية المناخية” كأداة لحماية المصالح الوطنية وتعزيز مكانة مصر دوليًا.
واختتم السفير الدكتور مصطفى الشربيني تصريحه بتوجيه رسالتين واضحتين، الأولى إلى صناع القرار قائلاً إن الاستدامة لم تعد خيارًا بل ضمان لبقاء الدولة واستقرارها الاقتصادي والاجتماعي، والثانية إلى المواطنين مؤكدًا أن كل تصرف بسيط يُحدث فارقًا، داعيًا إلى ترشيد الاستهلاك وتقليل النفايات واستخدام الموارد النظيفة، لأن المناخ مسؤولية جماعية تبدأ من كل بيت.