في خطوة مهمة ضمن مساعي مصر لتعزيز إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي، أظهرت بيانات بحثية حديثة ارتفاع تقديرات إنتاج حقل ظهر خلال النصف الثاني من عام 2025، ويعود ذلك إلى نتائج مشجعة لأعمال الحفر التي تُنفذ ضمن خطة تنموية موسعة.

شوف كمان: أسعار الفاكهة في سوق العبور اليوم الأحد مع انخفاض في الشمام والتفاح البلدي
أعمال الحفر تعيد بريق حقل ظهر من جديد خلال النصف الثاني من عام 2025
وفقًا لوحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن، فإنه من المتوقع أن يرتفع الإنتاج اليومي من “ظهر” ليصل إلى نحو 1.48 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يوميًا بنهاية العام الجاري، شريطة نجاح جميع الآبار الجاري العمل عليها في تحقيق مستهدفاتها، ويأتي هذا الارتفاع بعد أن سجل الحقل 1.38 مليار قدم مكعبة في يوليو الجاري.
طفرة إنتاجية مشروطة بالنجاح الكامل لخطط الحفر
تستند هذه التوقعات المتفائلة إلى الإنجازات الفنية التي تحققت مؤخرًا، حيث تم استكمال بئر “ظهر-6” التي أضافت فعليًا نحو 60 مليون قدم مكعبة يوميًا، بالإضافة إلى تقدم أعمال الحفر في بئر “ظهر-9” التي يُنتظر أن تُسهم بإضافة كمية مماثلة، وربما تصل إلى 100 مليون قدم مكعبة يوميًا.
أما السفينة “سايبم 10000″، التي عادت إلى العمل في يناير الماضي، فقد بدأت بالفعل في حفر البئر “ظهر-13″، وسط مؤشرات واعدة بأنها قد تضيف نحو 55 مليون قدم مكعبة يوميًا خلال الأشهر المقبلة.
سيناريوهات متعددة للإنتاج
في حال عدم تحقيق أعمال الحفر كامل أهدافها، تتوقع وحدة الأبحاث أن يصل إنتاج “ظهر” إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، مستفيدًا من الكميات المضافة مؤخرًا، مقارنة بتقديرات سابقة توقفت عند حدود مليار قدم مكعبة يوميًا فقط.
تعكس بيانات الأشهر الماضية تقلبًا ملحوظًا في الأداء الإنتاجي للحقل، حيث سجل في يناير 1.49 مليار قدم مكعبة يوميًا، ثم انخفض إلى 1.33 مليار في أبريل، قبل أن يتحسن في يوليو إلى 1.38 مليار قدم.
استثمارات كبرى وشراكات دولية
تأتي أعمال الحفر الجديدة ضمن خطة تنموية باستثمارات تبلغ 535 مليون دولار خلال العام المالي 2024/2025، بالشراكة بين وزارة البترول المصرية وشركة “إيني” الإيطالية، والتي دخلت في مفاوضات مع شركات عالمية، من بينها “بيكر هيوز” الأميركية، لتنفيذ مزيد من عمليات الحفر بقيمة إضافية قد تتراوح بين 300 و400 مليون دولار.
تشمل الخطة حفر بئرين جديدين من بينها “ظهر-19″، إلى جانب توسعة التسهيلات الإنتاجية وربطها بمحطة الجميل في بورسعيد.
خبير: ظهر يُعيد التوازن الهش في سوق الغاز المصري
في هذا السياق، أكد الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي والمحلل في شؤون الطاقة، أن إعادة رفع إنتاج حقل “ظهر” تحمل أهمية مزدوجة، ليس فقط لسد فجوة العجز المحلي، بل لتقليل الضغط على فاتورة استيراد الغاز المسال، والتي استنزفت موارد كبيرة خلال النصف الأول من 2025.
وأضاف خضر في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم” أن أعمال الحفر الحالية تمثل استثمارًا استراتيجيًا، وستكون نتائجها حاسمة في ما إذا كانت مصر ستتمكن من خفض وارداتها وتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء هذا الصيف، أم ستستمر في دورة الاستيراد المكلفة.
وأوضح أن زيادة الإنتاج المحلي من حقل “ظهر” تحديدًا قد تُعيد بعض التوازن إلى معادلة العرض والطلب، خاصة مع ارتفاع الاستهلاك في شهور الصيف، قائلاً: أن مصر بحاجة ملحّة إلى عودة الحقول الكبرى إلى كامل طاقتها، وفي مقدمتها ظهر، لدعم استراتيجية أمن الطاقة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي
مقال مقترح: مستثمرو العاشر من رمضان يبحثون عن فرص التعاون مع السفارة البريطانية
أزمة غاز تعزز أهمية “ظهر”
يُعتبر “ظهر” أكبر حقول الغاز في مصر، ويشكّل ما يقارب 40% من الإنتاج المحلي، وتأتي التقديرات الجديدة في وقت حساس، إذ تُواجه البلاد تراجعًا في إجمالي إنتاج الغاز، والذي انخفض في مايو الماضي إلى 3.54 مليار متر مكعب مقارنة بـ4.28 مليار في مايو 2024.
نتيجة لذلك، زادت واردات مصر من الغاز المسال إلى مستويات غير مسبوقة، حيث استوردت نحو 2.41 مليون طن خلال النصف الأول من 2025، منها 1.31 مليون طن في الربع الثاني فقط، في ظل استمرار تشغيل ثلاث وحدات تغويز عائمة بطاقات إجمالية تبلغ 2.25 مليار قدم مكعبة يوميًا.
وأكد خضر أن التحركات الجارية في حقل “ظهر” تعكس سعي الدولة إلى كبح جماح العجز في ميزان الغاز وتقليص الاعتماد على الاستيراد، ورغم التحديات، تفتح النجاحات الجزئية لأعمال الحفر نافذة أمل نحو استعادة التوازن بين الإنتاج والاستهلاك.