جيش الاحتلال يؤكد أن الدروز جزء أساسي من نسيج المجتمع الإسرائيلي والتزامه مستمر

أكد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم السبت، أن إسرائيل تراقب عن كثب التطورات الأمنية في محافظة السويداء جنوب سوريا، مشيراً إلى التزام تل أبيب بدعم وحماية الطائفة الدرزية هناك.

جيش الاحتلال يؤكد أن الدروز جزء أساسي من نسيج المجتمع الإسرائيلي والتزامه مستمر
جيش الاحتلال يؤكد أن الدروز جزء أساسي من نسيج المجتمع الإسرائيلي والتزامه مستمر

جاء ذلك خلال اجتماع بين كاتس والرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، حيث أكد الوزير أن إسرائيل لن تظل مكتوفة الأيدي أمام التهديدات التي تواجه أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، وفقاً لما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

مساعدات طبية وإنسانية عاجلة

وأشار كاتس إلى أن وزارته تجهز لتقديم مساعدات طبية وإنسانية عاجلة للطائفة الدرزية في السويداء، مؤكداً أن إسرائيل ستستقبل المصابين من الدروز السوريين داخل أراضيها لتقديم العلاج اللازم إذا دعت الحاجة.

وزعم وزير جيش الاحتلال أن هذا الدعم ينطلق من التزام أخلاقي وتاريخي تجاه الطائفة الدرزية في المنطقة، واصفاً إياهم بـ”جزء أصيل من نسيج المجتمع الإسرائيلي”.

ممر داوود.. مشروع إسرائيلي جديد على الحدود السورية

كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن خطة إسرائيلية قيد الإعداد، تهدف لإنشاء طريق بري يربط بين المناطق ذات الأغلبية الدرزية في محافظة السويداء والمناطق الكردية تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرقي سوريا.

ووصفت المصادر هذا المشروع بـ”ممر داوود”، أو ما يشبهه من مخططات ذات طابع استراتيجي، حيث تسعى إسرائيل لتوسيع نفوذها داخل الأراضي السورية، مستفيدة من غياب السلطة المركزية والانقسام الداخلي.

وأشارت التقارير إلى أن هذا المخطط يتقاطع مع تصريحات المرجع الديني الدرزي في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، خلال الأزمة الأخيرة، حيث دعا إلى فتح ممر آمن نحو المناطق الكردية، بالإضافة إلى طلب توفير حماية دولية للطائفة الدرزية.

هل يشير المشروع إلى تقسيم ناعم لسوريا؟

وفقاً للمصادر نفسها، فإن المشروع الإسرائيلي قد يُفهم في إطار مساعٍ لتكريس واقع تقسيمي جديد في سوريا، يعتمد على خطوط فصل عرقية وطائفية، في ظل الانهيار الذي طال مؤسسات الدولة السورية.

وأضافت أن هذا “التقسيم الناعم” يستغل الفوضى الأمنية والإدارية، ويهيئ الأرضية لتدخلات خارجية تُسهم في إعادة تشكيل الجغرافيا السورية بما يتماشى مع أجندات إقليمية.

السويداء.. انسحاب دمشق وتمدد تل أبيب

تشهد محافظة السويداء منذ أسابيع فراغاً أمنياً بعد انسحاب قوات النظام السوري، ما أدى إلى تسليم المهام الأمنية لفصائل درزية محلية، بعضها محسوب على المرجع الهجري، وهذا التطور سمح لإسرائيل بتعزيز وجودها الأمني والاستخباراتي في الجنوب السوري، وفقاً لتحليلات استخبارية.

ولم تستبعد المصادر الغربية أن تكون الاشتباكات الأخيرة بين الفصائل الدرزية ومجموعات عشائرية بدوية جزءًا من مخطط أوسع، يهدف إلى خلق بيئة صراعات داخلية تُضعف قدرة القوى المحلية على التصدي للتدخل الإسرائيلي المتزايد.

تقويض مشروع أحمد الشرع لإعادة الدولة السورية

ترى المصادر أن هذا التحرك الإسرائيلي يسعى أيضاً لإفشال جهود الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، والتي تحاول استعادة السيطرة على الأراضي السورية المتنازع عليها.

واعتبرت أن ترك الجنوب في حالة فراغ سلطوي يصب مباشرة في مصلحة إسرائيل، التي تستفيد من هذا الواقع لتوسيع نطاق مشاريعها الاستراتيجية.