مصر تستورد غازاً بقيمة 870 مليون دولار شهرياً لسد عجز الإنتاج

في ظل موجات الحر الشديدة والارتفاع غير المسبوق في استهلاك الكهرباء والغاز، عادت مصر للاعتماد على سفن التغييز لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الغاز الطبيعي، وذلك في ظل الفجوة المتنامية بين الإنتاج المحلي والاستهلاك، بالإضافة إلى التعقيدات الناتجة عن توقف الإمدادات القادمة من إسرائيل.

مصر تستورد غازاً بقيمة 870 مليون دولار شهرياً لسد عجز الإنتاج
مصر تستورد غازاً بقيمة 870 مليون دولار شهرياً لسد عجز الإنتاج

قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة الطلب على الكهرباء، مما يزيد من الفاقد في الشبكة القومية.

وأوضح في تصريح خاص لـ نيوز رووم، أن نقل نحو 37.6 ألف ميجاوات يؤدي إلى فقد طاقة يقدر بحوالي 1850 ميجاوات أثناء النقل، وهو ما يعادل إنتاج محطة كهرباء متوسطة الحجم.

فجوة في إمدادات الغاز

وأضاف القليوبي أن البيانات تشير إلى أن مصر تستهلك خلال فصل الصيف نحو 6.2 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي في مختلف القطاعات، وتُوزّع هذه الكميات تقريبًا كالتالي:

3.5 مليار قدم مكعب لمحطات الكهرباء، 1.5 مليار قدم مكعب للصناعات، خاصة مصانع الأسمدة والبتروكيماويات، 600 مليون قدم مكعب لمعامل التكرير، 580 مليون قدم مكعب للمنازل، 120.5 مليون قدم مكعب لقطاع السيارات.

يعتمد توليد الكهرباء في مصر على الغاز الطبيعي بنسبة 80%، مقابل نحو 20% فقط من المازوت.

في المقابل، لا يتجاوز الإنتاج المحلي نحو 4.4 مليار قدم مكعب يوميًا، مما يترك فجوة تقترب من 2.3 مليار قدم مكعب يوميًا، تتم تغطيتها عبر الاستيراد من الأسواق العالمية.

تكلفة مرتفعة لاستيراد الغاز

وتابع القليوبي أنه تستورد مصر حاليًا نحو 2.3 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز المسال، بتكلفة تقارب 12 دولارًا للمليون وحدة حرارية وفق مؤشر السوق الآسيوي JKM، أو حوالي 11 دولارًا وفق مؤشر السوق الأوروبي TTF، ويُقدّر متوسط تكلفة الغاز المستورد بنحو 22.5 مليون دولار يوميًا، تُضاف إليها تكلفة التحويل من الحالة المسالة إلى الغازية والبالغة نحو 6.5 مليون دولار يوميًا، ليصل إجمالي الفاتورة اليومية إلى 29 مليون دولار.

وبذلك، تقدر فاتورة استيراد الغاز المسال شهريًا بنحو 870 مليون دولار، تشمل ثمن الغاز وتكلفة التغييز.

سفن التغييز… خطة طوارئ تحت الطلب

تستخدم مصر حاليًا ثلاث سفن تغييز عائمة، تُحَوِّل الغاز المسال إلى حالته الغازية وتضخه في الشبكة القومية، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لكل سفينة نحو 750 مليون قدم مكعب يوميًا، ويُقدّر متوسط تكلفة تأجير السفينة الواحدة بنحو 120 ألف دولار يوميًا، وقد تقل القيمة في ضوء التعاقدات الحالية مع الشركة القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس”.

وبحسب القليوبي، فإن استقدام سفن تغييز إضافية كان ضمن الخطط البديلة التي أعدّتها الحكومة تحسبًا لسيناريوهات مختلفة، من بينها توقف الإمدادات الإسرائيلية، أو تعرض خطوط الأنابيب لأي أحداث تخريبية نتيجة التوترات الإقليمية، خاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل من إيران.

توقف إمدادات الغاز من إسرائيل

كانت مصر تحصل على نحو 850 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الإسرائيلي عبر خط “ليفياثان”، إلا أن هذه الإمدادات توقفت مؤخرًا بدعوى أعمال صيانة، مما فاقم الضغوط على المنظومة المحلية، خاصة في ظل صيف هو الأشد حرارة منذ سنوات.