تعتبر صناعة الفخار من الصناعات الأساسية والحيوية في محافظة قنا، حيث توجد قرى كاملة متخصصة في تصنيع الفخار، وقد شهدت هذه الصناعة ازدهارًا ملحوظًا خلال السنوات العشر الماضية، مما أدى إلى انتشارها في العديد من القرى الأخرى، وابتكر الكثير من الصناع أفكارًا جديدة بعد وباء كورونا، بهدف الحفاظ على نظافة المياه وعدم تلوثها.

اقرأ كمان: محافظ أسيوط يزور دير الأمير تادرس الشطبي بالجبل الشرقي ويثني على قيمته الروحية
شوف كمان: محافظا دمياط والدقهلية يناقشان ملف التقسيم الإداري لترسيم الحدود
كولمان فخاري جديد
قال محمد زيد سليمان، أحد صناع الفخار في قنا، إن هذه الصناعة متوارثة في القرى والنجوع بالصعيد، حيث يُعرف الفخار بقدرته على الاحتفاظ بدرجة حرارة الطعام والمشروبات، خاصة المياه التي تُعتبر أولوية في حياتنا، وفي الصعيد تعد جراير المياه مثل “القلة-الزير-الكولمان” من أكثر المنتجات طلبًا، ومع بداية فترة كورونا، ظهرت العديد من المحاذير التي لفتت انتباه الجميع، مما دفعنا لضرورة التغيير في هذا المجال.
وأضاف سليمان في حديثه لـ”نيوز رووم”، أن بعض الصناع ابتكروا فكرة وجود صنبور مخصص للكولمان، مما يسمح بالشرب مباشرة دون الحاجة لاستخدام الكوب، وهو ما يقلل من تلوث المياه، وقد حققت هذه الفكرة نجاحًا كبيرًا وأصبحت متداولة بشكل واسع، حتى بدأنا في تطوير الزير والقلة لتضم نفس الفكرة، مما يضمن عدم وجود أي تلوث في المياه.
منتجات تنافس الصيني في قنا
وأشار سليمان خاطر، من صناع الفخار في قنا، إلى أن المنتجات الجديدة تم تطويرها مستوحاة من فكرة الكولمان الصيني، الذي انتشر بشكل كبير في الأسواق المصرية، مما جعلنا نفكر في ضرورة وجود منتجات مصرية تنافس تلك الصينية وتكون أكثر صحة، وقد أثبتت التجربة أن المنتجات الفخارية تتفوق بكثير على المنتجات الصينية، ورغم التخوفات في البداية، إلا أننا وجدنا طلبًا كبيرًا على تلك المنتجات.
وأكد على أن الصعيد لا يخلو من وجود منتجات الفخار في كل بيت، حيث يهدي البعض بها أصدقائهم وأحباءهم من مختلف قرى ومراكز المحافظة، خاصة أن الأسعار في متناول الجميع، ويعجب الناس بالتطورات الجميلة في هذه الصناعة، مما يستدعي زيادة توسيع هذه الحرفة، خصوصًا أن الكثير من السياح يقبلون على شرائها كهدايا، بينما يستخدمها آخرون في بيوتهم بعد معرفتهم بفوائدها واستخداماتها الصحية في الحفاظ على الطعام والشراب.