صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في تصريحات عاجلة نقلتها قناة العربية، بأن تدمير قطاع غزة يجب أن يتوقف فورًا، مشددًا على ضرورة استغلال مؤتمر حل الدولتين والقضية الفلسطينية كفرصة فريدة لتحقيق السلام.

شوف كمان: سوريا تعلن عن اعتقال ضابط أمن سابق متهم بجرائم ضد المدنيين
وأشار جوتيريش إلى أن الأفعال التي تقوض حل الدولتين مرفوضة تمامًا، مؤكدًا أن أي إجراءات مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية تعتبر غير قانونية ويجب التوقف عنها.
وأضاف الأمين العام أن تحقيق حل الدولتين أمر ضروري، مؤكدًا أن النزاع الحالي يمكن أن يُوقف بإرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف المعنية.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في التوترات، وسط جهود دولية لحث الأطراف على العودة إلى طاولة الحوار وتحقيق السلام الدائم.
اقرأ كمان: مستقبل الحرب في غزة مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران
انطلاق مؤتمر حل الدولتين
في سياق متصل، انطلقت اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعمال “المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين” برئاسة مشتركة سعودية – فرنسية، ويهدف المؤتمر بمشاركة دولية وأممية إلى تحقيق مسار ملزم يعزز الاعتراف بدولة فلسطين، مما يحقق فرص السلام الإقليمي.
في الوقت نفسه، رفضت كل من إسرائيل والولايات المتحدة المشاركة في اجتماع يُعقد على مدى يومين، برئاسة وزيري خارجية فرنسا والسعودية.
كما رفضت الحكومة الإسرائيلية اليمينية مبدأ حل الدولتين، بينما وصفت الولايات المتحدة الاجتماع بأنه “غير مُنتج” للمساعي الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب في غزة، في المقابل، تؤكد دولتا فرنسا والسعودية أن هذا اللقاء هو الفرصة الوحيدة لإبراز الحل كخارطة سلام، ولبدء تحديد خطوات تنفيذية قابلة للتطبيق.
من قمة القادة إلى لقاء الوزراء
وقد كان من المقرر عقد القمة في أواخر يونيو بحضور قادة العالم، لكنها تأجلت وصُغِّرت إلى اجتماع وزاري على خلفية تصاعد التوترات إقليميًا، بين حرب إسرائيل مع إيران والصراع المحتدم في غزة.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: “كان من الضروري إعادة إطلاق العملية السياسية لحل الدولتين، وهي اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى”
ما هو حل الدولتين؟
يعود مفهوم حل الدولتين إلى تقسيم فلسطين عام 1947، رغم رفض وتمزيق الخطة عقب إعلان استقلال إسرائيل، فقد شكلت حرب 1967 نقطة تحول، حين احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا يزال حل الدولتين يقوم على هذه الحدود، ويمنح الفلسطينيين دولتهم المستقلة ويترك لإسرائيل أغلبية يهودية مستقرة.
فرنسا والسعودية يسعيان لتحديد خارطة طريق، وفقًا لوثيقة وزعت في مايو، تهدف القمة إلى تحديد الإجراءات اللازمة من جميع الأطراف لتنفيذ حل الدولتين، وتعبئة الموارد السياسية والمالية خلال إطار زمني محدد وملزم، وذكرت مندوبة السعودية منال رضوان أن الاجتماع يجب أن يرسم مسار عمل وليس مجرد نقاش، مستندًا إلى خطة سياسية قابلة للتنفيذ وتضمن السلام والكرامة.
في خطوة لافتة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، مما يجعلها أهم دولة غربية تعلن ذلك في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
ورفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حل الدولتين من منظور ديني وأمني وطائفي، حيث تعتبر الضفة الغربية أرضًا تاريخية للشعب اليهودي، ويُنظر إلى القسم الشرقي من القدس كعاصمة أبدية لجميع اليهود، بالإضافة إلى ذلك، يرفض اليمين التسوية خوفًا من فقدان الأغلبية اليهودية، ويفضل الوضع الحالي الذي يمنح إسرائيل سيطرة كاملة وتوسعًا استيطانيًا، بينما تبقى السلطة الفلسطينية مسؤولة عن نطاقات محدودة فقط.
فلسطينيًا، تصف القيادة الحالية الوضع بأنه “نظام أبارتايد”، وتتهم إسرائيل بتقويض فرص السلام من خلال التوسع الاستيطاني، وقد اعتبر أحمد مجدلاني من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن القمة هي تحضير لقمة رئاسية مفترضة في سبتمبر، بهدف إطلاق عملية سياسية جادة نحو دولة فلسطينية مستقلة، والحصول على اعترافات دولية إضافية، خصوصًا من بريطانيا، ودعم اقتصادي وإعادة إعمار غزة.
غياب إسرائيل والولايات المتحدة
ودُعي جميع دول الأعضاء (193 دولة) لحضور الاجتماع، وتوقع حضور نحو 40 وزيرًا، في حين يظل غياب إسرائيل والولايات المتحدة يمثل عقبة كبيرة أمام أي اختراق سياسي أو استئناف مفاوضات متعثرة منذ سنوات، وأكد الأمين العام أنطونيو غوتيريش: “علينا الحفاظ على حل الدولتين حياً، وخلق الظروف الواقعية لتحقيقه”