أفادت مصادر إعلامية إثيوبية، اليوم الاثنين، بزيادة حدة التوتر والتحشيد العسكري غير المسبوق بين إريتريا وإثيوبيا، مما يثير القلق من احتمال اندلاع نزاع مسلح جديد بين البلدين الجارين.

مقال مقترح: هجوم دموي في ميونيخ والشرطة تقتل امرأة هاجمت المارة بسكين
في هذا الإطار، أطلق الرئيس الإريتري أسياس أفورقي تحذيراً شديد اللهجة إلى إثيوبيا، محذراً من تداعيات الانجرار إلى حرب جديدة قد تترك آثاراً كارثية على البلدين والمنطقة بأسرها، وأكد أفورقي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإريترية، أن إريتريا ستتصدى بحزم لأي تهديد يمس سيادتها أو أمنها القومي.
تاريخ التوتر بين إريتريا وإثيوبيا
تسجل العلاقات بين البلدين توترات مستمرة منذ إعلان إريتريا استقلالها عام 1993، وقد بلغت ذروتها في الحرب التي اندلعت بين عامي 1998 و2000، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف.
وترى الحكومة الإريترية أن جذور الأزمة الحالية تعود إلى سعي إثيوبيا، التي لا تمتلك منفذاً بحرياً، للحصول على منفذ بحري لطالما طمحت إليه.
وفي هذا السياق، وجه أفورقي تحذيراً إلى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مشدداً على أن “العدد السكاني الهائل” لإثيوبيا، والذي يتجاوز 130 مليون نسمة، لن يكون كافياً لترجيح كفتها أمام بلاده التي لا يتجاوز عدد سكانها 3.5 مليون نسمة.
مواضيع مشابهة: تايوان تطالب الصين بالاعتراف بمجزرة تيانانمن
وفي مقابلة بثها التلفزيون الحكومي “إيري تي في”، قال أفورقي: “إذا اعتقد آبي أنه قادر على سحق القوات الإريترية عبر أسلوب الهجوم البشري المكثف، فهو واهم”
وأضاف أفورقي أن رئيس الوزراء الإثيوبي يسعى لتحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تعصف ببلاده، محذراً من توريط الشعب الإثيوبي في حروب لا مصلحة له فيها، أو استخدامه كأداة لخدمة أجندات سياسية.
اتفاق سلام تاريخي
من الجدير بالذكر أن العلاقة بين أفورقي وآبي شهدت تحسناً ملحوظاً عام 2018 بعد توقيع اتفاق سلام تاريخي بينهما، غير أن هذا التقارب لم يستمر طويلاً، إذ اندلع صراع عنيف في إقليم تيجراي بين عامي 2020 و2022، شاركت فيه القوات الإريترية إلى جانب المتمردين ضد الجيش الإثيوبي، مما أدى إلى تفاقم الخلافات.
ووفقاً لتقديرات الاتحاد الأفريقي، أودى هذا النزاع بحياة ما لا يقل عن 600 ألف شخص، ورغم توقيع اتفاق سلام لاحقاً، احتفظت إريتريا بوجود عسكري في الإقليم، مما زاد من حدة التوتر بين الجارتين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على أن بلاده بحاجة إلى منفذ بحري، لكنه أشار إلى أن تحقيق ذلك يجب أن يتم عبر السبل السلمية، وليس بالتصعيد أو اللجوء للقوة.