عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اجتماعًا لاستعراض الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية بحضور الوزراء المعنيين.

اقرأ كمان: رئيس الوزراء يلتقي برئيس شل العالمية ويعلن أن مصر الخامسة عالميًا في الاستكشاف
الحرف اليدوية في مصر: إرث أصيل يواجه تحديات الحداثة
تُعتبر الحرف اليدوية في مصر كنزًا ثقافيًا يعكس تاريخًا طويلًا من الإبداع والمهارة، حيث تتوارث الأجيال هذه الفنون الأصيلة التي تمزج بين الأصالة والجودة، من شوارع القاهرة القديمة إلى قرى الصعيد، تروي كل قطعة حكاية صانعها وتجسد جزءًا من روح مصر الخالدة.
تنوع الحرف وروعة المنتجات
تتعدد أنواع الحرف اليدوية المصرية لتشمل مجموعة واسعة من المنتجات الفريدة، تتميز صناعة الفخار والخزف بدقتها وزخارفها المستوحاة من الطبيعة والتراث المصري القديم والإسلامي، بينما تتألق المنتجات النحاسية والفضية بنقوشها اليدوية المعقدة التي تتطلب صبرًا ومهارة فائقة.
كما لا يمكن إغفال المنسوجات اليدوية والسجاد والكليم، التي تشتهر بها مناطق مثل أخميم وبعض قرى الدلتا والصعيد، تتميز هذه المنتجات بألوانها الزاهية وتصاميمها الهندسية التي تحكي قصصًا من البيئة المصرية.
ممكن يعجبك: محافظ أسيوط يواصل حملات النظافة ورفع المخلفات في حي شرق
تُبرز الأخشاب والمشغولات الخشبية، خاصة في أعمال الأرابيسك التي تُزيّن بها المساجد والبيوت القديمة، بالإضافة إلى صناعة الأثاث اليدوي الفاخر.
علاوة على ذلك، تزدهر صناعة الزجاج اليدوي والزجاج المعشق، لا سيما في الأحياء التاريخية مثل خان الخليلي، حيث تُصنع تحف فنية من الأواني والفوانيس الملونة، ولا ننسى الحلي التقليدية والجلود الطبيعية التي تُصمم بطرق تبرز جمال المواد الخام واللمسات الفنية الأصيلة.
تحديات تواجه الصناعة وسبل الحفاظ عليها
على الرغم من قيمتها الفنية والتراثية، تواجه الحرف اليدوية في مصر العديد من التحديات، يأتي على رأسها **ندرة الأيدي العاملة المدربة**، حيث يفضل الشباب غالبًا الوظائف الأكثر استقرارًا والأقل جهدًا، كما أن ضعف التسويق والترويج لهذه المنتجات، محليًا ودوليًا، يُعيق وصولها إلى أسواق أوسع، المنافسة من المنتجات الصناعية الرخيصة وتغير أذواق المستهلكين نحو المنتجات العصرية يمثلان أيضًا تحديين كبيرين.
للحفاظ على هذا الإرث، تبذل العديد من الجهود لدعم الحرفيين وتطوير صناعاتهم، تشمل هذه الجهود ورش العمل والتدريب لتعليم الأجيال الجديدة، والمعارض المحلية والدولية التي تُسهم في تسويق المنتجات، بالإضافة إلى المبادرات الحكومية والخاصة التي تسعى لدمج التكنولوجيا الحديثة في التصميم والإنتاج دون المساس بالأصالة اليدوية، إن دمج هذه الحرف في التصميمات العصرية، وتوفير منصات إلكترونية لبيعها، يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة أمامها ويضمن استمراريتها وازدهارها.
تظل الحرف اليدوية المصرية شاهدًا على حضارة عريقة وإبداع مستمر، وتتطلب دعمًا مستمرًا لضمان بقائها جزءًا حيويًا من الهوية المصرية.