أطلق متحف قصر الزعفران في جامعة عين شمس دورة تدريبية للإرشاد السياحي مخصصة لذوي البصرية «المكفوفين»، في خطوة رائدة تهدف إلى دمج أصحاب الهمم في المجتمع بشكل فعّال

شوف كمان: مبادرة «سكن كريم» تعزز التضامن الاجتماعي وتوفر منزلًا صحيًا وآمنًا للأسرة المصرية
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور ولاء بدوي، مدير عام المتحف، في تصريحات خاصة لموقع نيوز رووم، أن الدورة تهدف إلى تمكين ذوي البصيرة من العمل كمرشدين سياحيين، مما يعكس رؤية المتحف كمكان مفتوح للجميع دون استثناء
تؤكد هذه المبادرة على أن أصحاب الهمم ليسوا فقط جمهورًا للمتحف، بل هم شركاء فاعلون وزملاء مساهمون في المجتمع، وتأتي هذه الخطوة لتجسد التوجه الحقيقي نحو التمكين والمساواة، ولتفتح آفاقًا جديدة في مجالات العمل الثقافي والسياحي في مصر
متحف قصر الزعفران
يعتبر متحف قصر الزعفران في جامعة عين شمس تحفة معمارية ومتحفًا تعليميًا فريدًا، يجمع بين عراقة التاريخ وجمال الفن وأصالة الحضارة المصرية.
تاريخ القصر يعود إلى عهد الخديوي إسماعيل، حيث بُني في عامي 1901-1902 على يد المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك، للأميرتين جنانيار هانم وجشم آفت هانم، أرملتي الخديوي إسماعيل.
في البداية، كان القصر يُستخدم لقضاء العطلات، ثم أصبح مقرًا للملك فؤاد الأول والملكة نازلي، حيث وُلِد فيه الملك فاروق الأول، كما استضاف المدرسة الثانوية فؤاد الأول، وكان مقرًا للجامعة المصرية عام 1925 قبل انتقالها.
بيت ضيافة ملكي
بين عامي 1930 و1947، اشترته وزارة الخارجية وتم ترميمه ليصبح دار ضيافة رسمية لكبار الزوار، حيث استضاف ملوكًا وشخصيات هامة مثل الملك عبد العزيز آل سعود والملك ألبرت ملك بلجيكا.
محطة تاريخية هامة
شهد القصر العديد من الأحداث التاريخية البارزة، مثل توقيع معاهدة 1936 الشهيرة بين مصر وبريطانيا، وتأسيس جامعة الدول العربية عام 1945.
مقر لجامعة عين شمس
في عام 1952، أهداه اللواء محمد نجيب لجامعة إبراهيم باشا (جامعة عين شمس حاليًا)، ليصبح مقرًا لإدارة الجامعة.
المتحف ودوره التعليمي
يُعتبر متحف قصر الزعفران أول متحف تعليمي بجامعة مصرية، ويهدف إلى إبراز ملامح الحضارة المصرية ونشر الوعي الأثري بين الشباب.
شوف كمان: صور أولية من حريق مدرسة الشيخ زايد بنات في المسرح
يضم المتحف حوالي 167 قطعة أثرية، تم اختيارها بعناية من مخازن المواقع الأثرية والمتاحف المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار مثل المتحف المصري بالتحرير، ومتحف كفر الشيخ، والفن الإسلامي، وقصر المنيل، والمركبات الملكية.
كما يحتوي المتحف على قطع أثرية من أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية لجامعة عين شمس بمنطقة عرب الحصن، بالإضافة إلى بعض مقتنيات الجامعة من ورق البردي والعملات من العصور اليونانية والرومانية والإسلامية، ومخطوطات تراثية من مكتبة الجامعة.
يتميز المتحف بأساليب عرض حديثة وتكنولوجية، حيث توجد قاعة تكنولوجية تعرض نفرتيتي بالهولوجرام ومقبرة توت عنخ آمون بالواقع المعزز، بالإضافة إلى عروض حول أسرة محمد علي وأفلام وثائقية عن القصر.
تصميم القصر:
بُني القصر على الطراز الباروكي، متأثرًا بقصر فرساي في فرنسا، ويتميز بزخارفه البارزة ووحداته النباتية.
يتكون القصر من طابقين وبدروم وسطح، ويحتوي على مدخلين رئيسيين (شمالي وجنوبي)، ويتميز بتصميماته الداخلية الفخمة.
تم تسجيل القصر ضمن الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية عام 1985، اعترافًا بقيمته التاريخية والمعمارية.
باختصار، متحف قصر الزعفران هو أيقونة معمارية وتاريخية داخل جامعة عين شمس، يقدم للزوار رحلة عبر الزمن لاستكشاف الحضارة المصرية العريقة وأهم الأحداث التي شكلت تاريخ مصر الحديث.