تُعبّر منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة عن قلقها العميق واستنكارها الشديد لاستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في خداع الرأي العام الدولي، من خلال حملة علاقات عامة منظمة، تدعي فيها السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بينما يشهد الواقع الميداني تصاعدًا غير مسبوق في حدة المجاعة وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، منذ بداية العدوان وسياسة الإبادة الجماعية.

ممكن يعجبك: الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح دير البلح ويصدر أوامر بإخلاء السكان فورًا
الاحتلال يمنع بشكل ممنهج وصول الشاحنات إلى مستودعات المنظمات
وتؤكد المنظمات في بيان لها أن الشاحنات القليلة التي يُسمح لها بالدخول تُحظر من الوصول إلى مناطق آمنة، إذ تُجبر على التوقف في مناطق خطرة مصنفة عسكريًا بـ”الحمراء”، حيث يتم استهداف المواطنين الجوعى المتجمهرين هناك بالنيران المباشرة من الدبابات، وقناصة الاحتلال، والأسلحة الرشاشة الآلية ذاتية التوجيه التي تم نشرها مؤخرًا بشكل مكثف.
اقرأ كمان: نتنياهو يفرض شروطاً صعبة على إيران قد تؤدي إلى حرب جديدة
إن الاحتلال يمنع بشكل ممنهج وصول الشاحنات إلى مستودعات المنظمات الدولية المعتمدة لتوزيع المساعدات بصورة عادلة وآمنة، ويصر على إبقاء المشهد الإنساني رهينة لأساليب تجويع جديدة، تهدف إلى الالتفاف على الضغط الدولي.
وثّقت المنظمات وفاة عشرات الأطفال حديثي الولادة نتيجة انعدام الحليب العلاجي والمكملات الغذائية، فيما يواجه مئات آخرون المصير ذاته خلال أيام، وعليه نطالب بتخصيص يوم كامل وآمن لتدفق هذا النوع من المساعدات عبر المعابر دون تأخير.
600 شاحنة يوميًا
إن الحل الجذري والفوري يتمثل في السماح بدخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا من المساعدات، تشمل الغذاء، والدواء، ومستلزمات النظافة العامة والشخصية، والاحتياجات الأساسية، كحد أدنى للحد من المجاعة المتفشية بين أكثر من مليوني إنسان في القطاع.
كما نطالب المنظمات الدولية ذات الصلة بالخروج عن صمتها وتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، ورفض الاستمرار في منح الغطاء لهذه السياسات الإسرائيلية التي تدير عملية تجويع منظمة بأساليب جديدة تُعمق الكارثة.
نؤكد أن الحل الوحيد لتخفيف الكارثة الإنسانية هو إعلان فوري وواضح بفتح كافة المعابر أمام تدفق البضائع والمساعدات دون قيد أو شرط، وإيقاف جميع أشكال القيود المفروضة، كما نشدد على أن الإنزالات الجوية لا تمثل حلاً فعليًا ولا تقدم استجابة ملموسة أمام واقع المجاعة الذي بلغ مستويات قياسية تهدد بوقوع مجازر جماعية صامتة.
إننا في منظمات المجتمع المدني نرفع صوتنا عاليًا محذرين من تداعيات استمرار هذا الوضع الكارثي، ونُحمّل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية القانونية والإنسانية والأخلاقية عمّا يجري من جرائم تجويع ممنهج تُرتكب بحق السكان المدنيين العزل في قطاع غزة.