مع تزايد أزمة انقطاعات الكهرباء في عدة محافظات بالجمهورية، خصوصًا في مناطق العمرانية والهرم وفيصل وبولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، ظهرت تساؤلات مهمة حول إمكانية الاعتماد على الطاقة الشمسية المنزلية كحل عملي لتخفيف الضغط عن الشبكة القومية وتقليل الحاجة لتخفيف الأحمال.

مقال مقترح: ميناء السخنة يستقبل أكبر سفينة صب جاف بحمولة تتجاوز 180 ألف طن منذ إنشائه
أزمة متصاعدة في الجيزة.. والمحولات تحت الضغط
أوضح مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء أن الانقطاعات الأخيرة ناتجة عن أعطال مفاجئة في بعض محطات المحولات، وعلى رأسها محطة جزيرة الدهب، التي تعرضت لأحمال زائدة مما أدى إلى خروجها مؤقتًا عن الخدمة، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في استهلاك الكهرباء خلال فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف أن الوزارة تعمل حاليًا على استكمال أعمال مد كابلات إضافية وربط المحطة بمحطات مجاورة لضمان استقرار التغذية الكهربائية، خاصة أن المحطة تخدم مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة.
حل عملي ومستدام داخل المنازل
في هذا السياق، تتجه الأنظار نحو الطاقة المتجددة، وبالأخص الطاقة الشمسية، كخيار استراتيجي قابل للتنفيذ على مستوى المنازل، حيث قال د. محمد شوقي، خبير الطاقة المتجددة وعضو الجمعية المصرية للطاقة الشمسية، إن أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية لم تعد رفاهية بل أصبحت ضرورة، وأوضح: “الاعتماد على النظام الشمسي داخل المنازل أصبح وسيلة واقعية للتخفيف عن الشبكة الوطنية وضمان استقرار التيار الكهربائي، خاصة خلال فترات الذروة”
وأشار شوقي إلى أن التكلفة المبدئية لتركيب النظام الشمسي لا تزال مرتفعة نسبيًا، لكنها قابلة للاسترداد خلال سنوات قليلة من خلال التوفير في فواتير الكهرباء، مؤكدًا أهمية وجود خطة قومية تشمل حوافز ضريبية وتسهيلات تمويلية لتشجيع الأسر على التحول إلى الطاقة الشمسية.
اقرأ كمان: مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي يثبت سعر الفائدة دون تغيير
توفير كهرباء.. وتوفير عملة صعبة
من جانبه، شدد المهندس هشام الجمل، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفينيتي كابيتال” ورئيس جمعية مستثمري الطاقة الشمسية في بنبان، على أهمية التوسع في استخدام الطاقة الشمسية بالمنازل، قائلًا: “تركيب أنظمة شمسية على الأسطح أو الشرفات يمكن أن يقلل جزءًا كبيرًا من استهلاك الأسرة، ويخفف الضغط على الشبكة في أوقات الذروة”
وأضاف الجمل أن كل كيلووات تنتجه هذه الأنظمة يسهم في خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل الغاز والمازوت، مما يساعد الدولة على تقليل فاتورة استيراد الوقود ويوفر عملة صعبة تصل إلى نحو 5 مليارات دولار سنويًا إذا تم تعميم الاستخدام في المنازل والمصانع.
وأشار إلى استعداد شركات القطاع الخاص لتقديم الدعم الفني والتمويلي، داعيًا إلى مبادرة قومية لتركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل خلال ثلاث سنوات، في إطار خطة الدولة للوصول بنسبة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الكهرباء المنتجة بحلول عام 2030.
أرقام وتفاصيل مهمة
نظام شمسي منزلي بقدرة 3 كيلووات يوفر نحو 400 إلى 500 جنيه شهريًا من فاتورة الكهرباء.
تكلفة التركيب تتراوح بين 40 و65 ألف جنيه، ويمكن استردادها خلال 4 إلى 5 سنوات.
المنظومة تشمل ألواحًا شمسية، وحدة تحكم، بطاريات تخزين، محول تيار، وربط بالشبكة القومية.
يمكن بيع الفائض لشركات الكهرباء وفقًا لنظام “القياس الصافي”.