تجربة مصر في مواجهة العشوائيات والمناطق الخطرة خلال فترة الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبحت محط اهتمام كبير في الأوساط العلمية والأكاديمية، مما دفع الباحثة فاطمة زايد لإعداد رسالة دكتوراه شاملة توثق هذه التجربة الرائدة وفقًا لمعايير البحث العلمي.
مقال له علاقة: البابا تواضروس الثاني يقدم تعازيه لبطريرك أنطاكية في ضحايا الهجوم الإرهابي
حملت الرسالة عنوان:
“دور الحكومة في القضاء على المناطق العشوائية – دراسة تحليلية للتجربة المصرية”، وذلك في إطار سعيها للحصول على درجة الدكتوراه من كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة.
شهدت جلسة المناقشة حضور مجموعة من الأساتذة والخبراء في مجالات الإحصاء والتخطيط والتنمية العمرانية، ومن بينهم:
الدكتور عاصم أمين، عميد الكلية، والدكتور المهندس خالد معتوق، خبير التنمية العمرانية، والدكتور عبد التواب أحمد عبد العزيز، أستاذ الإحصاء الرياضي، والدكتور أحمد العايدي، مدرس العلوم السياسية، والمستشار حازم صادق، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية.
تناولت الرسالة سياسات الدولة في تطوير المناطق العشوائية، من خلال تحليل نماذج رائدة مثل حي الأسمرات، وبشائر الخير، ومبادرة حياة كريمة، كما اقترحت آليات مستدامة للتعامل مع النمو العشوائي بما يتماشى مع الرؤية التنموية الشاملة للدولة المصرية.
وأشارت الباحثة إلى أن التجربة المصرية في هذا المجال تُعتبر فريدة، حيث تحوّل ملف العشوائيات من تحدٍ مزمن إلى مشروع قومي يهدف إلى التنمية البشرية والعمرانية، وذلك بفضل الإرادة السياسية القوية والتخطيط الاستراتيجي المتكامل بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
من جهته، أكد الدكتور خالد معتوق، عضو لجنة المناقشة وخبير التطوير العقاري، أن الدولة لم تكتفِ بإنشاء وحدات سكنية بديلة، بل وسّعت من تقديم خدمات متكاملة تشمل التعليم، والتوظيف، والبنية التحتية، والاستدامة، بهدف بناء مجتمعات نابضة بالحياة، مشددًا على أهمية أن يتماشى البحث العلمي مع هذه التحولات برؤية تحليلية مستقبلية.
ناقشت اللجنة الأطر المؤسسية والتشريعية التي مكّنت الدولة من التحرك بشكل سريع ومنظّم في هذا الملف، مشيدةً بالتوصيات التي خرجت بها الرسالة، وعلى رأسها دمج الأنشطة الصناعية والزراعية في النسيج الحضري للمناطق البديلة، بما يسهم في تحويلها إلى مدن مستدامة اقتصاديًا واجتماعيًا.
اقرأ كمان: تأثير قرارات ترامب بحظر السفر من دول معينة على السياحة في الولايات المتحدة
بدوره، أكد الدكتور عاصم أمين أن جامعة القاهرة تحرص على دعم الأبحاث التطبيقية التي تعالج قضايا المجتمع وتوثق التحولات التنموية التي تشهدها الدولة في مختلف القطاعات، خاصةً ملف تطوير العشوائيات.
ركزت الرسالة على تحليل السياسات والاستراتيجيات التي اتبعتها الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي في مواجهة أزمة العشوائيات من 2014 إلى 2023، واستعرضت كيف تحولت مناطق مثل روضة السيدة وبشائر الخير إلى بيئات حضارية متكاملة أعادت تشكيل خريطة الإسكان في مصر.
أشادت اللجنة بالمستوى العلمي والبحثي للرسالة، واعتبرتها إضافة نوعية في مجال الدراسات التطبيقية لإدارة الأزمات والتنمية، لما تمثله من مزج بين التحليل الإحصائي، والرؤية السياسية، والتخطيط العمراني والاجتماعي، في إطار رؤية مصر 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.